تُعتبر سيارة مرسيدس-بنز 300 SL تعد من أفضل إبداعات مرسيدس-بنز Mercedes -BENZ، حتى بعد مرور نحو سبعين عامًا على إطلاقها. جمعت هذه السيارة بين التصميم الخالد، الأداء الاستثنائي، والابتكار التكنولوجي، مما جعلها واحدة من أغلى السيارات في ذلك الوقت. ورغم مرور عقود على تصنيعها، لم تتلاشى جاذبيتها ولا استخدامها، وتُعتبر الآن واحدة من أجمل السيارات الكلاسيكية .
تاريخ مميز واستعادة فائقة الجودة
السيارة التي يتناولها هذا التقرير هي نموذج استثنائي، تم إنتاجها في السنة الثانية من إنتاج سيارات الرودستر Roadster لمرسيدس، وهي تعتمد على الهيكل رقم 8500299 الذي تم بناؤه في الأصل بلون فضي مع داخلية جلدية حمراء وسقف أسود ناعم.
السيارة تم تسليمها في باريس، لكنها كانت مجهزة بمواصفات السوق الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، كانت مزودة بعجلات من الكروم، وراديو بيكر مكسيكو، وسقف صلب. من بعدها تم استيرادها إلى المملكة المتحدة في عام 1962، حيث بقيت هناك منذ ذلك الحين.
كان أول مالك للسيارة في المملكة المتحدة هو ديفيد سكوت لو من إدنبرة، اسكتلندا. ومن المثير للاهتمام أنه احتفظ بالسيارة لمدة تقارب الثلاثة والثلاثين عامًا قبل أن يبيعها لصديقه المقرب ريتشارد غراهام مكيلاها، بعد احتفاظه بالسيارة لمدة اثني عشر عامًا تقريبًا، باعها مكيلاها مرة أخرى للو في عام 2006، الذي احتفظ بها حتى وفاته في عام 2011.
عملية الاستعادة إلى حالة الكمال
عند وفاة لو، انتقلت السيارة إلى شريكته ريزالينا ثاين. بعد وفاته، قررت بيع السيارة، التي كانت بحاجة إلى استعادة شاملة بعد سنوات من التخزين، لكنها لا تزال تحتفظ بألوانها الأصلية ورقم تسجيلها الأول في المملكة المتحدة تم اقتناء السيارة من قبل المالك الحالي، الذي قرر البدء في عملية استعادة شاملة بمعايير التصنيع الأولي.
مباشرة بعد شرائها، استعان بخدمات John Heinz AUTO TECHNIC ، المتخصصين في سيارات مرسيدس-بنز، لفحص السيارة بشكل كامل وتقييم حالتها قبل البدء في استعادة حالتها الأصلية.
في ذلك الوقت، كانت السيارة قطعت مسافة 21 ألف و 856 كم على عداد المسافات. تم اتخاذ قرار بنقل السيارة إلى ألمانيا لاستعادتها في موطنها الأصلي بواسطة شركة kaynlu uwatiwmūbīlataykanīka ، التي كانت معروفة بأنها من أبرز الخبراء في استعادة سيارات 300 SL.
لم يتم ترك أي تفصيل دون اهتمام في عملية إعادة هذه السيارة إلى حالتها الأصلية. بدأت أعمال الاستعادة في عام 2015 وتم تجريد السيارة من جميع الكماليات حتى أصبحت قطعة من المعدن وتفكيكها بالكامل لتقييم حالتها.
تم إعادة بناء المحرك -وحدة بديلة بكتلة مؤرخة في فبراير 1957- بالكامل بجانب ناقل الحركة وكل الجوانب الميكانيكية الأخرى للسيارة. من الأمور المهمة، أن الجسم، المحور الخلفي، المفاصل الأمامية، وصندوق التوجيه كانت كلها أصلية للسيارة.
تم اتخاذ قرار بإعادة السيارة إلى ألوانها الأصلية ولكن مع سقف صلب بلون رمادي مع إضافة بعض الترقيات الهندسية من كينل لتحسين قابليتها للقيادة واستخدامها.
شملت هذه الترقيات تركيب مولد -45 أمبير بدلاً من 28 أمبير، نظام إشعال كهربائي محسن، مضخة حقن وقود محسنة، قابض بنابض حديث، فلتر هواء معاد بناؤه، تحويل الفرامل الأمامية إلى أقراص، قاطع دائرة معزول للبطارية، مصابيح أمامية بوش H4 ، حماية إضافية للحرارة فوق مخارج العادم، مروحة إضافية لتبريد المحرك، وممتصات صدمات محسنين من كوني. بحلول وقت اكتمال الاستعادة في عام 2019، بلغت تكلفة استعادة السيارة لحالتها ما يزيد عن 700 ألف يورو، أي ما يعادل 36 مليون جنيه مصري تقريباً بحسب سعر الصرف الرسمي.
حالة ممتازة وجاهزة للاستخدام
منذ الاستعادة، تم قيادة السيارة بشكل محدود ولكن تم الحفاظ عليها وصيانتها بشكل جيد، حيث تمت أعمال الصيانة بواسطة جون هاينز في يونيو 2023.
في الآونة الأخيرة، تم إجراء فحص بواسطة متخصص 300 SL مارتن كوشواي في فبراير 2024 ووجد أن السيارة في حالة ميكانيكية وتجميلية ممتازة.
لقد تم قيادتها حوالي من 4828 كم منذ اكتمال الاستعادة، هذه السيارة التي عادت للحياة تستعد لذهاب لمالك جديد بعرضها لبيع بصالة مزادات RM Sothebys الشهيرة .
