منذ سنوات قليلة، كان الصناع يتنبؤون بزوال السيارات التي تعمل بالبنزين، متوقعين أن تحل محلها السيارات الكهربائية الأنيقة لتمثل المستقبل، لم يتطابق طلب المستهلكين على السيارات الكهربائية مع هذه التوقعات المتفائلة.
أظهر استطلاع حديث أن عدد السائقين المهتمين بالسيارات الكهربائية في الوقت الحالي أقل من أي وقت مضى، وهو ما أكده إعلان شركة هيرتز الأخير عن بيع 20 ألف سيارة كهربائية فقط من أسطولها.
أحد الأسباب الرئيسية لخيبة أمل المستهلكين هو متاعب شحن المركبات الكهربائية. قلة من السائقين مستعدون لتخطيط حياتهم حول العثور على محطة شحن وانتظار شحن بطاريتهم.
خاصة خلال موجات البرد التي تواجه أمريكا الشمالية وأوروبا وبعض المناطق، وجد سائقو السيارات الكهربائية أن الحصول على الشحن الكامل يستغرق وقتًا أطول، حيث تستهلك بطاريات السيارات الكهربائية الطاقة للحفاظ على دفئها في الطقس البارد.
ورغم الإعانات واللوائح الحكومية الغربية التي تحاول دفع السوق نحو السيارات الكهربائية، لا يزال المستهلكون يفضلون راحة وموثوقية البنزين.
كما بدأوا يدركون أن السيارات الكهربائية لم تحقق وعدها البيئي بشكل كامل. يتم استخراج الكوبالت، وهو مكون أساسي في بطاريات السيارات الكهربائية، في جمهورية الكونغو الديمقراطية في ظروف قاسية، حيث يعمل الأطفال في المناجم السامة بأجور زهيدة. بعد ذلك، يتم شحن الكوبالت إلى الصين للتكرير، ولا يتم إعادة تدوير سوى 5% من بطاريات الليثيوم أيون.
وتعتبر تسمية “الانبعاثات الصفرية” مضللة إلى حد كبير، حيث يتم توليد الكهرباء المستخدمة في السيارات الكهربائية غالباً من الفحم والغاز الطبيعي. وهذا يبرز التناقض في ملصقات السيارات الكهربائية التي تقول “يمكن السير بدون النفط والغاز والفحم”.
كما أن أسعار السيارات الكهربائية، التي تبدو جذابة بفضل الإعانات السخية، تضع تكلفة كبيرة على كاهل من هم أقل قدرة على تحملها. تشير الأبحاث إلى أن كل سيارة كهربائية يتم بيعها تضع ما يقرب من 50 ألف دولار كتكاليف إضافية على دافعي الضرائب بأمريكا، مما كلف إجمالاً 21 مليار دولار في عام 2021، على سبيل المثال.
تؤدي محطات الشحن المنزلية والعامة أيضًا في أمريكا إلى ضغط كبير على الشبكات الكهربائية، مما يضيف تكاليف اجتماعية تقدر بمتوسط 11,833 دولارًا لكل مركبة على مدى 10 سنوات، والتي يتحملها المواطنون من خلال فواتير الكهرباء.
وتشير تقارير إدارة معلومات الطاقة إلى أن 27% من الأسر الأمريكية تكافح لتغطية فواتير الطاقة، مما يدفع العديد منهم إلى التخلي عن الضروريات أو إبقاء منازلهم في درجات حرارة غير آمنة.
في ظل هذه الظروف، يبدو أن السيارات الكهربائية لا تلبي التوقعات العالية التي روج لها أكبر مشجعيها.