فاز جورج راسل سائق فريق مرسيدس المنافس بالفورمولا-1 بجائزة النمسا الكبرى بعد تصادم مثير بين ماكس فيرستابن سائق فريق ريد بُل و لاندو نوريس سائق ماكلارين أثناء تنافسهما على الصدارة.
وعوقب فيرستابن بخصم مدة زمنية قدرها 10 ثوانٍ بسبب تسببه في التصادم مع نوريس بعدما تحرك باتجاه سائق مكلارين بينما كان الأخير يحاول تجاوزه. هذا التصادم أجبر السائق نوريس على الانسحاب من السباق.
شهدت المنافسة المثيرة بين فيرستابن ونوريس تبادلاً للاتهامات حول أسلوب القيادة لكل منهما، وكان ذلك خاتمة درامية لمنافسة استمرت لعدة لفات.
بفوز راسل، حصلت مرسيدس على أول انتصار لها منذ جائزة البرازيل الكبرى لعام 2022. تعرض راسل لضغط كبير من أوسكار بياستري سائق مكلارين في اللفات الأخيرة، لكنه تمكن من الحفاظ على تقدمه والفوز بالسباق.
احتل كارلوس ساينز من فريق فيراري المركز الثالث على منصة التتويج، متقدماً على لويس هاميلتون من مرسيدس الذي أنهى السباق في المركز الرابع رغم عقوبة خمس ثوانٍ لتجاوزه الخط الأبيض عند دخول مركز مرسيدس في محطته الأولى.
فيرستابن عبر خط النهاية في المركز الخامس وحافظ على مركزه رغم العقوبة، بسبب فارق الوقت الكبير بينه وبين نيكو هولكنبرغ سائق فريق هاس الذي كان متأخراً بـ23.7 ثانية.
ما الذي حدث بين نوريس وفيرستابن؟
ظهر فيرستابن وكأنه في طريقه للفوز بفارق سبع ثوانٍ عن نوريس قبل توقفه الأخير، رغم أن مكلارين كان يقترب من سيارة ريد بول وبطل العالم يشكو من فقدان السيطرة على الإطارات في اللفات الأخيرة من المرحلة.
لكن توقف بطيء لفيرستابن واختيار فريق ريد بول لتركيب مجموعة من الإطارات المتوسطة التي استخدمت ثلاث لفات بينما كان لدى نوريس مجموعة جديدة، وضع نهاية درامية للمنافسة.
عاد فيرستابن ونوريس إلى الحلبة بفارق 1.7 ثانية فقط بينهما، وتمكن نوريس من اللحاق بفيرستابن بعد لفات قليلة. اشتد التنافس بينهما لعدة لفات، حيث اشتكى نوريس من قيام فيرستابن بتحرك غير قانوني أثناء الفرملة عندما هاجمه في المنعطف الثالث في اللفة 55.
ثم تجاوز نوريس سيارة ريد بول في المنعطف الثالث في اللفة 59، لكنه خرج عن الحلبة عند الخروج، مما أكسبه عقوبة خمس ثوانٍ لانتهاك حدود الحلبة بعد أن تم تحذيره مسبقاً.
بعد جولة أخرى من المنافسة القريبة في المنعطفات الثلاثة والأربعة، اتصل نوريس بالراديو ليشكو من تحرك فيرستابن المتكرر أثناء الفرملة وردوده غير القانونية على هجماته.
جاءت اللحظة الحاسمة في اللفة 62، حيث هاجم نوريس من الخارج وتحرك فيرستابن باتجاهه، مما أدى إلى تصادم السيارتين وتسبب في انفجار الإطارات الخلفية لكل منهما.
تمكن فيرستابن من الوصول إلى مركز ريد بول دون أضرار كبيرة حيث بقيت إطاره سليمة، لكن إطارة نوريس تحطمت تماماً وألحقت أضراراً بجسم السيارة الخلفي، مما أجبر فريق مكلارين على سحب السيارة.
أخيراً مرسيدس تعود بعد غياب طويل
حتى وقوع الحادث بين نوريس وفيرستابن، كان راسل يقود سباقاً دون منافسة في المركز الثالث. قال راسل إنه كان يشاهد المعركة تتطور على شاشات التلفزيون حول الحلبة وعلم أن نوريس سيقاتل بشدة للفوز بعد فقدانه في كندا وإسبانيا.
قاد السيارة المتأخرة إلى لحظات من التوتر في مرسيدس، مع تواجد بياستري على بعد ثانيتين فقط وبفارق الإطارات، لكن راسل تمكن من الصمود.
كان ذلك مكافأة على التقدم الكبير الذي أحرزته مرسيدس في السباقات الأخيرة بعد سلسلة من التحسينات على السيارة التي قربت الفريق بشكل كبير من المنافسة بين فيرستابن ومكلارين في المقدمة.
سائق ماكلارين الثاني بياستري حصل علي عقوبة لتجاوز حدود الحلبة في التصفيات. كانت مكلارين مستاءة من العقوبة وقدمت استئنافاً تم رفضه. وجعلت سائق الفريق يتراجع من مركز الانطلاق الثالث على الشبكة إلى السابع، ويبدو أن هذه العقوبة حرمت ماكلارين من تحقيق انتصار المراكز الأولى في السباق ومنحت مرسيدس فرصة التتويج بعد جفاف طويل.
قضى ساينز لفيراري، مثل راسل، سباقاً دون منافسة قوية بالمركز الرابع بعد معركة مبكرة مع هاميلتون انتهت بعقوبة السائق البريطاني. خلف هولكنبرغ وبيير غاسلي، احتل كيفن ماجنوسن من هاس المركز الثامن متقدماً على دانييل ريكاردو من فريق ريد بول وبيير غاسلي من فريق ألبين.
كان تشارلز لوكلير من فيراري يبعد 5.2 ثانية فقط عن العودة إلى النقاط بعد أن تضررت سيارته عندما كان بين بيريز وبياستري في الزاوية الأولى، مما تطلب توقفه في نهاية اللفة الأولى لتغيير الجناح الأمامي التالف.