سجلت مبيعات السيارات في الصين انخفاضًا ملحوظًا في يوليو 2024 الماضي، حيث تراجعت بنسبة 5٪ مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفقًا لما أعلنته الجمعية الصينية لمصنعي السيارات.
وعلى الرغم من هذا التراجع في السوق المحلية، شهدت الصادرات قفزة ملحوظة بنسبة تقارب 20٪، بفضل توسع شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية في الأسواق العالمية.
وصل إجمالي مبيعات سيارات الركاب إلى نحو 2 مليون وحدة، حيث تم بيع حوالي 1.6 مليون وحدة داخل الصين، مسجلة انخفاضًا سنويًا قدره 10%. في المقابل، ارتفعت صادرات سيارات الركاب بأكثر من 20٪ لتصل إلى 399 ألف وحدة. واللافت أن أكثر من نصف المركبات المباعة كانت من فئة “مركبات الطاقة الجديدة”، التي تشمل السيارات الكهربائية والهجينة.
وتسعى شركات صناعة السيارات الصينية إلى تعزيز صادراتها في ظل تراجع الطلب المحلي، وذلك في وقت تواجه فيه قيودًا متزايدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين قاما بفرض رسوم جمركية إضافية على أساس أن الدعم الحكومي الصيني يمنح هذه الشركات ميزة تنافسية غير عادلة.
وفي رد فعل على هذه الرسوم الجمركية، أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها قدمت شكوى رسمية ضد هذه الإجراءات إلى آلية تسوية المنازعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية. واعتبرت الوزارة أن القرار الأولي للاتحاد الأوروبي يفتقر إلى الأسس الواقعية والقانونية، وينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، مما يهدد التعاون العالمي في مواجهة تغير المناخ.
ودعت الوزارة الاتحاد الأوروبي إلى التراجع عن هذه الإجراءات، والعمل مع الصين على الحفاظ على استقرار التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بسلسلة توريد السيارات الكهربائية.
وفي محاولة لتعزيز الطلب في السوق المحلية، ومواجهة تباطؤ النمو الاقتصادي، مع تشجيع وسائل النقل النظيفة، قامت الصين بتوسيع حوافزها لدفع السائقين إلى استبدال سياراتهم القديمة التي تعمل بالبنزين والديزل بمركبات كهربائية.
ورغم التراجع العام في مبيعات السيارات، شهدت مبيعات السيارات الكهربائية نموًا بنسبة تقارب 30٪ في يوليو مقارنة بالعام الماضي، حيث تم بيع حوالي 991 ألف سيارة كهربائية، منها 887 ألف وحدة في السوق الصينية، و103 آلاف وحدة تم تصديرها.
من جهة أخرى، توقفت مبيعات شركات السيارات الأجنبية أو تراجعت هذا العام، مما يعكس حدة المنافسة السعرية في سوق السيارات الصيني الذي بات مشبعًا.
وأشار التقرير إلى أن حصة شركات صناعة السيارات الصينية من السوق المحلية تتزايد بسرعة، حيث بلغت نسبة مبيعاتها نحو ثلثي إجمالي مبيعات السيارات في يوليو، مع ارتفاع مبيعاتها بنسبة 10٪.
وأوضح التقرير أن معظم السيارات المباعة في الصين خلال الفترة من يناير إلى يوليو تراوحت أسعارها بين 100 ألف إلى 150 ألف يوان -حوالي 14 ألف إلى 20,500 دولار-. أما بالنسبة للسيارات الكهربائية، فقد تراوحت أسعار الغالبية منها بين 150 ألف إلى 200 ألف يوان -20,500 إلى 28,000 دولار-.
وعلى صعيد التصدير، تواصل شركات “شيري” ، و”سايك” ، و”جيلي” الصينية تصدير المزيد من المركبات، معظمها من نماذج محركات الوقود التقليدية، مقارنة بصانعي السيارات الكهربائية مثل BYD و Tesla. إلا أن هذه الأخيرة بدأت في اكتساب حصة متزايدة في السوق الصينية. فقد صدرت BYD نحو 31 ألف سيارة كهربائية وهجينة في يوليو، بينما بلغت صادرات تسلا 28 ألف سيارة.
وفي الأشهر السبعة الأولى من العام، صدرت BYD نحو 2.38 مليون سيارة كهربائية، مقارنة بـ1.76 مليون سيارة لتسلا.
ووفقًا لأرقام الجمارك، استحوذت روسيا على الحصة الأكبر من صادرات السيارات الصينية هذا العام، حيث استوردت 478 ألف سيارة في النصف الأول من العام، معظمها بمحركات احتراق داخلي تقليدية. وجاءت المكسيك في المرتبة الثانية بـ226 ألف وحدة، تلتها البرازيل بـ171 ألف وحدة.