في ريف إنجلترا وتحديدًا في نفق كاتيسبي Catesby، الذي كان سابقًا مخصصًا للسكك الحديدية وتم تحويله إلى منشأة اختبار متطورة، تُجرى اليوم تجارب تختبر أداء المركبات في ظروف أقرب ما تكون إلى الواقع. يمتد النفق على مسافة حوالي 2.735 كم ويتميز بطريق مسطح للغاية يصل انحداره إلى حدود 2 ملم فقط، ما يوفر بيئة مثالية لاختبار ديناميكا الهواء للمركبات.
يعمل نفق كاتيسبي بطريقة مختلفة عن أنفاق الرياح التقليدية. فبدلاً من تحريك الهواء فوق نموذج ثابت، يتم في هذا النفق تحريك السيارة بسرعة تصل إلى 257 كم في الساعة بينما يبقى الهواء ساكنًا. هذه الطريقة توفر فرصة واقعية لدراسة كيفية تدفق الهواء حول المركبة. وعلى الرغم من أن النفق افتتح في عام 2021 كمرفق لاختبار الديناميكا الهوائية، إلا أن استخداماته تطورت لتشمل العديد من الأغراض الأخرى المتعلقة بأداء السيارات.
من الجدير بالذكر أن النفق مملوك ومدار من قبل شركة TotalSim، المتخصصة في الديناميكيات الحسابية. ويعتبر الهدف الرئيسي من هذه التجارب سد الفجوة بين نتائج المحاكاة والواقع. يساهم النفق في تحسين دقة النتائج من خلال توفير بيئة متكررة ومستقرة لاختبارات الديناميكا الهوائية.
جاءت فكرة إنشاء هذا النفق في المملكة المتحدة من روب لويس، المدير الإداري لشركة TotalSim، الذي أبدى اهتمامًا ببناء مرفق مشابه لأنفاق مماثلة استخدمت سابقًا في الولايات المتحدة، مثل نفق غاناسي الذي ساهم بشكل كبير في نجاح فرق السباقات مثل IndyCar و NASCAR .
النفق مبني على طراز نفق سكك حديدية قديم، حيث تم تشييده في عام 1897. وبعد عملية شراء الأراضي وإقناع الملاك بتحويل النفق المهجور إلى منشأة حديثة لاختبار السيارات، بدأ العمل على تحويله في عام 2020، وتم افتتاحه رسميًا في نوفمبر 2021.
يمتاز نفق كاتيسبي بقدرة فريدة على إجراء اختبارات دقيقة بفضل درجة الحرارة الثابتة تقريبًا طوال العام، والتي تتراوح بين 50 و51 درجة فهرنهايت. كما يتيح النفق إمكانية إجراء تجارب متكررة دون الحاجة إلى إعادة المحاولة عدة مرات، مما يوفر الكثير من الوقت والموارد.
اختبارات الديناميكا الهوائية ليست النشاط الوحيد الذي يتم إجراؤه في نفق كاتيسبي. فهو يستخدم أيضًا لاختبارات أخرى تتعلق بأداء المركبات مثل اختبارات المصابيح الأمامية، التلوث، والصوتيات، مما يجعله مرفقًا متعدد الاستخدامات يساهم في تحسين أداء السيارات وتطويرها.
ختامًا، يمثل نفق كاتيسبي خطوة هامة في تحسين دقة اختبارات المركبات وجعلها أقرب إلى الواقع، مما يعزز من كفاءة السيارات سواء كانت مخصصة للسباقات أو للطرق العادية. هذه المنشأة تجسد التقدم التكنولوجي في مجال صناعة السيارات ودور الابتكار في تحسين الأداء الديناميكي والميكانيكي للمركبات.