تواجه سايك SAIC الصينية تحديات عديدة، تتضمن انخفاضاً حاداً في مبيعاتها بنسبة 37.16% على أساس سنوي في شهر يوليو، وهو تراجع يعم جميع وحدات أعمال الشركة تقريباً، اللافت هو أن هذا الانخفاض لا يقتصر فقط على المركبات التي تعمل بالطاقة التقليدية، بل يشمل أيضاً انخفاضاً في مبيعات مركبات الطاقة الجديدة.
أكبر خسارة شهدها مشروع “جنرال موتورز” المشترك مع سايك، حيث تراجعت مبيعاته بنسبة كبيرة بلغت 82.42% في يوليو، في حين تراجعت مبيعاته السنوية حتى الآن بنسبة 55.14%. هذا التراجع الحاد يتناقض مع الأداء النسبي الأفضل لمشروع فولكس فاجن المشترك مع SAIC، حيث شهد تراجعاً طفيفاً بنسبة 1.53% فقط منذ بداية العام، على الرغم من انخفاض مبيعاته بنسبة 18.18% في شهر يوليو وحده.
على الجانب الآخر، أداء المشاريع الخاصة بـ سايك SAIC كان أكثر تراجعاً. قطاع سيارات الركاب الذي يشمل العلامات التجارية “MG”، و”Roewe”، و”Rising” شهد انخفاضاً بنسبة 20.19% في المبيعات السنوية، بينما تراجعت مبيعات يوليو بنسبة 29.95%.
في المقابل، العلامات التجارية “Maxus” و”IM” حققت أداءً متبايناً، حيث شهدت “Maxus” تراجعاً بنسبة 23.34% في يوليو، بينما كانت نسبة التراجع السنوي أقل نسبياً بنسبة 11.30%. أما العلامة التجارية “IM”، فقد أظهرت نقطة مضيئة في أداء سايك، حيث سجلت ارتفاعاً في المبيعات بنسبة 142.74% في يوليو، إلا أن أرقامها المطلقة ما زالت صغيرة، حيث بلغت المبيعات 4180 وحدة فقط.
في ظل هذه التحديات، تعتمد سايك بشكل متزايد على مشروعها المشترك مع “جنرال موتورز” المعروف باسم “Wuling”. على الرغم من ارتفاع مبيعاته السنوية بنسبة 2.31% لتصل إلى 646,009 وحدة، إلا أن مبيعات شهر يوليو شهدت تراجعاً كبيراً بنسبة 31.72%.
الأمر لا يقتصر على السوق المحلي فقط، بل يمتد إلى الأسواق الخارجية. ففرع “Wuling” في إندونيسيا وفرع “MG” في الهند شهدا أيضاً تراجعاً ملحوظاً في المبيعات على مدار العام. بشكل عام، شهدت صادرات سايك انخفاضاً بنسبة 15.77% في يوليو، و9.65% منذ بداية العام. هذا يشير إلى أن المشاكل التي تواجهها الشركة لا تقتصر فقط على التغيرات في التعريفات الجمركية الأوروبية المفروضة على واردات السيارات الكهربائية، بل تعكس تحديات أعمق في الأسواق الخارجية.
المشكلة الأكبر تكمن في مبيعات مركبات الطاقة الجديدة. على الرغم من أن مبيعات التجزئة لمركبات الطاقة الجديدة تجاوزت نسبة 50% في السوق الصيني للمرة الأولى في الشهر الماضي، إلا أن سايك شهدت انخفاضاً بنسبة 21.85% في مبيعات هذه المركبات خلال يوليو، على الرغم من ارتفاعها بنسبة 14.91% على مدار العام. نسبة اختراق السوق لمركبات الطاقة الجديدة من إجمالي مبيعات سايك ما زالت منخفضة، حيث بلغت 28.2%، وهو ما يقل بكثير عن متوسط السوق الصيني.
الأرقام المالية لشركة SAIC تعكس هذا الأداء المتراجع. على الرغم من أن الدخل التشغيلي ارتفع بنسبة 0.72% في عام 2023، إلا أن صافي الأرباح انخفض بنسبة 12.48%. واستمر الانخفاض في المبيعات خلال العام الجاري، حيث انخفض الدخل التشغيلي في الربع الأول بنسبة 1.95%، بينما تراجع صافي الأرباح بنسبة 2.48% على أساس سنوي.
في ظل هذه التحديات، بدأت سايك في تنفيذ خطة عمل مدتها ثلاث سنوات تستهدف تعزيز مبيعات مركبات الطاقة الجديدة. هدف الشركة هو بيع 3.5 مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة بحلول عام 2025، لكن مع بيع 532,133 سيارة فقط في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، يبدو أن SAIC بحاجة إلى تسريع وتيرة المبيعات بشكل كبير لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى مواجهة التحدي الأكبر المتمثل في وقف تراجع مبيعات السيارات التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري.