في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع السيارات الكهربائية، واجهت شركة لوتس Lotus بداية صعبة في هذا المجال. فرغم الزيادة الملحوظة في عمليات تسليم سياراتها خلال النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالعام الماضي، قررت الشركة تخفيض توقعاتها لعمليات التسليم بأكثر من 50%، مع استمرار تصاعد خسائرها المالية.
شركة “لوتس تكنولوجي”، التابعة لمجموعة لوتس والمسؤولة عن بناء وبيع السيارات، كانت قد توقعت في وقت سابق تسليم حوالي 26 ألف سيارة خلال العام الحالي. ولكن في بيان نُشر للشركة، أوضحت أنها قامت بمراجعة هدفها لتسليم السيارات في عام 2024 إلى 12 ألف وحدة، وذلك بعد تقييم ظروف السوق المتغيرة والتحديات الناجمة عن السياسات الجمركية الجديدة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
حتى الآن، تمكنت الشركة من بيع 4873 سيارة على مستوى العالم خلال هذا العام، مسجلةً زيادة بنسبة 239٪ مقارنة بعام 2023. هذا الارتفاع يعود بشكل كبير إلى بدء تسليم سياراتها الكهربائية الجديدة، وهما “Electre SUV” و”Emeya” السيدان. حيث باعت لوتس 2389 سيارة من هذه الطرازات حتى الآن في عام 2024، مقابل 871 وحدة فقط في العام السابق.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت مبيعات السيارة الرياضية التي تعمل بالبنزين “Lotus Emira” ارتفاعًا ملحوظًا في النصف الأول من هذا العام. حيث تم بيع 2484 وحدة من هذه السيارة في عام 2024 حتى الآن، مقارنة بـ 568 وحدة فقط في العام السابق، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى بدء تسليم هذه السيارة في الولايات المتحدة بعد تأخيرات طويلة بسبب معايير الانبعاثات.
ورغم النمو الكبير في الإيرادات الذي رافق زيادة المبيعات – حيث بلغت إيرادات الربع الثاني 225 مليون دولار مقارنة بـ 111 مليون دولار فقط في العام الماضي – إلا أن صافي خسارة لوتس ارتفع أيضًا، حيث سجلت الشركة خسارة قدرها 202 مليون دولار للربع الثاني، مقارنة بخسارة 193 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي. وأرجعت الشركة هذا الارتفاع إلى زيادة نفقات البيع والتسويق المتعلقة بالتوسع.
وفي مواجهة هذه التحديات، أطلقت لوتس خطة طموحة تحت اسم “Win26″، تهدف من خلالها إلى تحسين عملياتها وهيكلها الداخلي بشكل أكبر، وتنفيذ تدابير لتخفيض التكاليف، وإعادة ضبط خطط منتجاتها لتلبية احتياجات الأسواق المتنوعة على مستوى العالم، بهدف تحقيق تدفقات نقدية تشغيلية إيجابية وربح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بحلول عام 2026.
وفي ظل تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، يبقى التساؤل مفتوحًا حول قدرة لوتس على تحويل مسارها وتحقيق النجاح في هذا القطاع. الزمن وحده كفيل بالإجابة على هذا التساؤل.