كثيرًا ما نجد أنفسنا عالقين في زحام مروري خانق، وقد يبدو أن تغيير الحارات المرورية باستمرار هو الحل الأمثل للتحرك بشكل أسرع. ومع ذلك، يؤكد الخبراء في وكالة الفحص الفني والسلامة المرورية الألمانية توف تورنجن TÜV Thüringen أن هذا السلوك ليس فقط غير مجدٍ، بل قد يزيد من مخاطر الحوادث.
الخرافة ..تغيير الحارات لتوفير الوقت
وفقًا للخبراء الألمان، فإن تغيير الحارات بشكل متكرر في الزحام لا يوفر الوقت الذي يعتقد السائق أنه سيكسبه. في الحقيقة، يؤدي هذا التصرف إلى زيادة التوتر والتشتت دون أن يقدم أي فوائد فعلية. ويرجع السبب إلى أن معظم الحارات تتحرك بنفس الوتيرة تقريبًا في ظروف الاختناقات المرورية.
الخطر ..التصرفات غير المتوقعة وزيادة احتمالات الحوادث
إلى جانب عدم الفعالية، يمكن أن يؤدي التنقل المستمر بين الحارات إلى تشتيت انتباه السائقين الآخرين، مما يجعلهم غير قادرين على التفاعل بسرعة مع حركة السيارة. هذا يزيد من احتمالية حدوث اصطدامات خلفية، حيث يتفاجأ السائقون بحركة غير متوقعة أمامهم. علاوة على ذلك، يُجبر تغيير الحارات المتكرر سائقي السيارات خلفك على استخدام الفرامل بشكل مفاجئ ومتكرر، مما يزيد من حالة التوتر المروري.
خطورة تجاوز حارة الطوارئ
من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها بعض السائقين هي استخدام حارة الطوارئ للالتفاف على الزحام. هذه الحارة مصممة لحالات الطوارئ فقط، واستخدامها في الظروف العادية يشكل خطرًا كبيرًا على حياة السائقين، حيث يعرضهم للمخاطر في حال اضطرار سيارات الطوارئ أو الإنقاذ لاستخدامها.
النصيحة الذهبية ..تقليل السرعة وزيادة مسافة الأمان
ينصح الخبراء بأن أفضل طريقة للتعامل مع الزحام هي تقليل سرعة السيارة والالتزام بمسافة أمان كافية بين سيارتك والسيارة التي أمامك. ويشيرون إلى قاعدة ذهبية تعتمد على السرعة: “يجب أن تكون مسافة الأمان نصف قيمة السرعة محسوبة بالمتر”. على سبيل المثال، إذا كنت تقود بسرعة 100 كيلومتر في الساعة، يجب أن تكون مسافة الأمان على الأقل 50 مترًا. وإذا كانت السرعة 60 كيلومترًا، يجب أن تكون المسافة 30 مترًا.
حتى في الزحام الشديد، يجب على السائقين الحفاظ على مسافة لا تقل عن طول ثلاث سيارات بينهم وبين السيارة التي أمامهم. هذا يسمح للسائقين باتخاذ الإجراءات اللازمة في حال وقوع أي خطأ غير متوقع من السائقين الآخرين.