في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات، اتخذت شركة فورد Ford قرارًا مفاجئًا بإيقاف إنتاج عدد من سياراتها الشهيرة مثل فييستا Fiesta، فوكاس Focus، فيوجن Fusion، و ثورس Taurus في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. لم تكن هذه الخطوة مقتصرة على السوق الأمريكية فقط، إذ شهدت الأسواق الأوروبية قرارًا مشابهًا بإيقاف إنتاج فييستا ومونديو Mondeo مع إعلان انتهاء إنتاج فوكاس بحلول عام 2025. يطرح هذا القرار تساؤلات حول السبب الذي يدفع فورد للتخلي عن سيارات حققت شعبية كبيرة بين العملاء.
تحول استراتيجي نحو السيارات الشهيرة للعلامة
في تصريحاته، أوضح جيم فارلي Jim Farley، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، أن الشركة تتجه “للخروج من صناعة السيارات المملة والدخول في صناعة السيارات الشهيرة”. وعلى الرغم من إقراره بأن العديد من العملاء أحبوا سيارات مثل فييستا و فوكاس و مونديو، أشار فارلي إلى أن الشركة لم تعد ترى جدوى في استثمار المزيد من الأموال في تلك السيارات.
خطة جديدة.. لكن بدون بدائل مباشرة
لا يوجد استبدال مباشر لهذه الطرازات في المستقبل القريب. بدلاً من ذلك، تعتزم فورد إطلاق سيارات رياضية متعددة الاستخدامات SUV كهربائية جديدة تعتمد على منصة MEB الخاصة بشركة فولكس فاجن Volkswagen. من بين هذه السيارات، سيتم إطلاق فورد إكسبلورر Explorer و Capriare، والتي تعتمدعلى طرازات ID.4 و ID.5 من فولكس فاجن. كما سيتم تقديم نسخة كهربائية بالكامل من بوما Puma، أحد الطرازات الناجحة لفورد.
السيارات “الأيقونية” محور المستقبل
تأتي تصريحات فارلي عن “السيارات الشهيرة” لتشير إلى أمثال فورد برونكو Ford Bronco، فورد موستانج Ford Mustang، و رابتور Raptor. يُظهر استثمار فورد في طرازات مثل موستانج GTD القوي أنها تعتزم تعزيز موقعها في مواجهة علامات تجارية تنافس بفئة السيارات رياضية فائقة القوة.
تحديات السوق الأوروبية
رغم التركيز على السيارات الأيقونية والكهربائية، تواجه فورد تحديات كبيرة في السوق الأوروبية. مبيعات الشركة تراجعت بنسبة 16.9٪ في يونيو الماضي في الاتحاد الأوروبي والرابطة الأوروبية للتجارة الحرة والمملكة المتحدة، مما أدى إلى انخفاض حصتها السوقية من 4.1٪ إلى 3.3٪. في النصف الأول من عام 2024، لم تكن سيارات الدفع الرباعي الأكثر مبيعًا في أوروبا، مما يعني أن قرار فورد بتقليص تشكيلتها قد يكون خطوة محفوفة بالمخاطر.
هل تستفيد الشركات المنافسة؟
مع تراجع فورد عن إنتاج السيارات الاقتصادية والمألوفة، يبدو أن الشركات المنافسة مثل فولكس فاجن و تويوتا وستيلانتيس وكيا وهيونداي تستفيد من هذا الفراغ، إذ لا تزال هذه الشركات تضخ سيارات بأسعار معقولة ومناسبة. قد تكون استراتيجية فورد الجديدة محفوفة بالمخاطر، خاصة مع تركيزها على طرازات محدودة قد لا تلبي احتياجات السوق الأوسع.
المستقبل المجهول
في النهاية، يبدو أن فورد قد اختارت طريقًا جديدًا يركز على السيارات الأيقونية والكهربائية، مع تراجع واضح عن السيارات المألوفة التي شكلت جزءًا كبيرًا من نجاحها. ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستعزز من مكانة الشركة في الأسواق العالمية، أم أنها ستتيح لمنافسيها السيطرة على حصة أكبر من السوق.