في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجهها كبرى شركات صناعة السيارات، أعلنت ستيلانتيس Stellantis عن نيتها تقليل إنتاج سيارات البنزين والديزل في أوروبا خلال الأشهر المقبلة. يأتي هذا القرار في إطار جهود الشركة للامتثال لتشريعات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بانبعاثات الكربون وتفادي الغرامات المالية الضخمة التي قد تتكبدها في حال تجاوزها للحدود المسموح بها.
الضغط البيئي وتأثيره على الصناعة
في الوقت الذي اعترفت فيه ستيلانتيس بوجود مخزون زائد من السيارات غير المباعة في أمريكا الشمالية، تتخذ الشركة نهجاً مختلفاً في أوروبا بسبب مخاوف متعلقة بالبيئة. قال جان فيليب إمباراتو Jean-Philippe Imparato الرئيس التنفيذي للعمليات في أوروبا، أن الشركة مستعدة لتخفيض إنتاج سيارات الاحتراق الداخلي لتفادي دفع غرامات قد تنجم عن تجاوز أهداف انبعاثات الأسطول التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.
ابتداءً من 1 يناير 2025، ستصبح معايير الانبعاثات أكثر صرامة، حيث سينخفض الهدف المتوسط للأسطول من 115.1 جرام/كيلومتر إلى 93.6 جرام/كيلومتر. وهو تحدٍ يفرض على شركات صناعة السيارات إعادة النظر في استراتيجياتها الإنتاجية لتجنب الغرامات التي تصل إلى 95 يورو عن كل جرام زائد لكل سيارة.
غرامات ضخمة تلوح في الأفق
مع تشديد اللوائح، تواجه شركات السيارات مثل ستيلانتيس خطر دفع غرامات تصل إلى مليارات اليوروهات. على سبيل المثال، أشار لوكا دي ميو Luca de Meo رئيس شركة رينو Renault إلى أن الشركات الأوروبية قد تدفع غرامات تصل إلى 15 مليار يورو في حال فشلها في تحقيق أهداف الانبعاثات. ومع ذلك، قدرت فاينانشال تايمز بالتعاون مع بنك باركليز Barclays أن المبلغ قد يكون أقل، حوالي 10 مليارات يورو.
السيارات الكهربائية ..الخيار المستقبلي
رغم الجهود المبذولة لزيادة إنتاج السيارات الكهربائية، إلا أن الطلب عليها لا يزال دون التوقعات. حيث شكلت السيارات الكهربائية الخالصة 14.7% فقط من المبيعات في منطقة الاتحاد الأوروبي حتى سبتمبر 2024، وهو انخفاض طفيف مقارنة بالعام الماضي. ومع ذلك، ترى ستيلانتيس أن التحول نحو السيارات الكهربائية ضروري لتجنب الغرامات وضمان التوافق مع أهداف الاتحاد الأوروبي المتعلقة بانبعاثات الكربون.
تحديات المستقبل
مع اقتراب عام 2030، ستزداد الضغوط على شركات السيارات لتحقيق أهداف بيئية أكثر صرامة. إذ سيشهد ذلك العام تخفيض الحد الأقصى لانبعاثات الكربون إلى 49.5 جرام/كيلومتر، قبل أن يصبح الهدف النهائي هو “0 جرام” بحلول 2035. سيتطلب هذا تحولا كاملا نحو السيارات الكهربائية، مع استثناء محدود لمحركات الاحتراق التي تعمل بالوقود الاصطناعي أو الهيدروجين.
من الواضح أن شركات السيارات مثل ستيلانتيس تواجه تحديات كبيرة في تحقيق التوازن بين الحفاظ على هوامش الربح والامتثال للمعايير البيئية الصارمة.