تقدم سيارة ماكلارين-مرسيدس MP4-21، التي تُعد واحدة من أولى سيارات الـ فورمولا-1 التي اختبرها الشاب الواعد آنذاك لويس هاميلتون Lewis Hamilton في خريف عام 2006، قطعة تاريخية نادرة في عالم رياضة السيارات. وقد قاد هذه السيارة خوان بابلو مونتويا Juan Pablo Montoya خلال أول ثلاث سباقات من موسم الفورمولا-1 لعام 2006، وصممت تحت إشراف المهندس الأسطوري أدريان نيوي Adrian Newey الذي أضاف بصمته الأخيرة إلى فريق ماكلارين-مرسيدس قبل أن يغادر إلى فريق ريد بول.
تصميم فريد بقيادة أحد عمالقة الهندسة في الفورمولا-1 ..أدريان نيوي
بعد موسم ناجح في عام 2005 حيث احتل فريق ماكلارين-مرسيدس المركز الثاني في بطولة الصانعين بفضل أداء السائقين كيمي رايكونن Kimi Räikkönen وخوان بابلو مونتويا، انطلقت جهود الفريق لتصميم سيارة جديدة في موسم 2006 تحت اسم MP4-21. تم تصميم هذه السيارة من قبل مجموعة من المهندسين البارزين، من بينهم تيم جوس Tim Goss وبيتر برودومو Peter Prodromou وبادي لو Paddy Lowe ومايك كوجلان Mike Caughlan ، بإشراف تقني من أدريان نيوي. امتازت MP4-21 بهيكل هوائي جديد وواجهة أمامية دقيقة تحمل طابعاً مشابهاً لسيارة الفريق السابقة MP4-19 لعام 2004، مع تحسينات على التصميم الخلفي بفضل الانتقال إلى محرك ثماني الأسطوانات V8لأول مرة في موسم الفورمولا-1 لعام 2006.
اعتمدت MP4-21 على محرك مرسيدس بنز FO108S بسعة 2.4 لتر بثمانية أسطوانات طبيعي التنفس، ويولد هذا المحرك قوة تصل إلى 750 حصانًا عند 19 ألف دورة في الدقيقة، مما يمنحها قوة هائلة في التسارع وسرعة استجابة فائقة. وقد تم تزويد السيارة بناقل حركة مكون من سبع سرعات من إنتاج ماكلارين، إلى جانب إطارات ميشلان ووقود من موبيل.
الشاسيه رقم 21A-03 والأداء المميز لمونتويا في موسم 2006
استُخدم الشاسيه رقم 21A-03 خلال أول ثلاث سباقات من موسم 2006 بواسطة السائق خوان بابلو مونتويا، حيث قدم أداءً مثيرًا. في سباق الجائزة الكبرى البحريني، تأهل مونتويا في المركز الخامس ونجح في التقدم، حيث قاد السباق لفترة قصيرة واحتل المركز الخامس في النهاية، متقدماً على منافسيه من فريق ويليامز-كوزورث مارك ويبر Mark Webber ونيكو روزبرغ Nico Rosberg أما في سباق الجائزة الكبرى الماليزي، فقد تأهل مونتويا في المركز السادس وتقدم خلال السباق ليحتل المركز الرابع، متجاوزًا سائقي فريق فيراري فيليبي ماسا Felipe Massa ومايكل شوماخر .Michael Schumacher
في سباق الجائزة الكبرى الأسترالي، وهو آخر سباق يشارك فيه الشاسيه 21A-03، تأهل مونتويا في المركز الخامس، ونجح في التقدم إلى المركز الثالث لعدة لفات قبل أن يتعرض لعطل كهربائي أجبره على الانسحاب بعد 46 لفة. وبعد إصلاح السيارة، استخدم الفريق الشاسيه 21 A-03 كسيارة احتياطية في سباق موناكو، ولكن بعد ذلك قرر مونتويا الانتقال إلى سباقات ناسكار، تاركاً الفورمولا-1 بعد ثلاثة سباقات إضافية.
أنهى مونتويا موسمه في المركز الثامن في بطولة السائقين، في حين احتل زميله كيمي رايكونن المركز الخامس، وانتهى موسم ماكلارين-مرسيدس بالمركز الثالث في بطولة الصانعين. في العام التالي، انتقل رايكونن إلى فريق فيراري، بينما انضم فيرناندو ألونسو Fernando Alonsoولويس هاميلتون إلى فريق ماكلارين-مرسيدس لموسم 2007.
بداية مسيرة هاميلتون المهنية واختباره الشهير للشاسيه 21A-03
في نوفمبر 2006، أعلن فريق ماكلارين-مرسيدس عن انضمام لويس هاميلتون إلى صفوفه بشكل رسمي، لكن سجلات الفريق تشير إلى أن هاميلتون بدأ اختباراته الداخلية في وقت سابق بقليل. في عمر 21 عامًا فقط، أجرى هاميلتون اختبارات على الشاسيه 21 A-03 في مواقع اختبارية متعددة، بما في ذلك إلفينغتون وجيريز، مما جعل هذه السيارة أول تجربة رسمية لهاميلتون في عالم الفورمولا-1 . وقد شكلت هذه الاختبارات نقطة انطلاق لمشوار هاميلتون الاحترافي، الذي تكلل بفوزه بأول بطولة عالمية له في العام التالي 2007.
عملية ترميم دقيقة وتوثيق أصيل للسيارة
في عام 2019، خضعت السيارة لعملية ترميم كاملة بواسطة قسم McLaren Racing Heritage، حيث تم استعادة جميع أجزائها الأصلية بما في ذلك المحرك، وناقل الحركة، والحاسوب الداخلي، وعجلة القيادة، وتم توثيق هذه العملية بشهادة أصالة من ماكلارين.
فرصة نادرة لاقتناء قطعة من تاريخ الفورمولا-1
مع الزيادة الكبيرة في شعبية الفورمولا-1عالمياً، أصبحت سيارات السباق التاريخية ذات الأصل المعروف مطمعًا لهواة جمع السيارات، وتعتبر هذه السيارة النادرة، التي قادها خوان بابلو مونتويا ولويس هاميلتون في بداية مسيرتهما، إضافة مميزة لأي مجموعة. تمتلك السيارة تاريخًا غنيًا يجمع بين أداء مونتويا في مضمار السباق وتجارب هاميلتون الأولى، كما أنها تعد إحدى السيارات الأخيرة التي صممها المهندس الكبير أدريان نيوي مع فريق ماكلارين-مرسيدس.
تتوقع دار مزادات RM Sotheby’s بيع السيارة بسعر يتراوح بين 2 مليون و800 و 3 ملايين و 500 ألف دولار.