تستعد دار المزادات الألمانية لتقديم إحدى أبرز أيقونات السيارات الكلاسيكية في العالم، وهي سيارة مرسيدس تايب 122 إنديانا بوليس ريسر Mercedes Type 122 Indianapolis Racer موديل 1923، المقرر ان يقام بميونيخ، السبت، 23 نوفمبر 2024، وذلك ضمن مجموعة أومان The Aumann Collection في ميونيخ. وتقدر قيمة هذه السيارة التاريخية بين 3 ملايين و 800 ألف و5 ملايين يورو، وتعد واحدة من أربع سيارات فقط صنعتها شركة دايملر موتورين غيسيلشافت Daimler Motoren Gesellschaft – DMG خصيصًا للمشاركة في سباق إنديانا بوليس 500 الشهير في الولايات المتحدة.
سيارة مصممة خصيصًا لسباق إنديانا بوليس 500
قررت مرسيدس Mercedes دخول سباق إنديانا بوليس 500 لعام 1923، وهي المرة الوحيدة التي شاركت فيها الشركة بتصميم خاص لهذا السباق العريق. جهزت الشركة أربع سيارات خصيصًا لهذا السباق وأرسلتها إلى الولايات المتحدة، حيث كانت تهدف إلى استعراض أحدث ما توصلت إليه من تقنيات. وخصصت السيارة ذات رقم الشاسيه 26913 كسيارة احتياطية للفريق.
في يوم التصفيات، قاد السيارة السائق والمهندس الرئيسي ماكس سايلر Max Sailer، لكنه تعرض لانزلاق بسبب الأمطار، مما أدى إلى تلف سيارته الأصلية. لذلك، قام ابن أخيه السائق الاحتياطي كارل سايلر Karl Sailer بقيادة السيارة الاحتياطية – الشاسيه رقم 26913- بدلًا من عمه وتمكن من التأهل للسباق.
أداء مرسيدس في السباق
بدأت السيارة التي قادها كارل سايلر السباق من الصف السابع، وسط منافسة شديدة. بعد حوالي 241 كم، احتلت السيارة المركز الثامن، بينما كانت سيارة أخرى من سيارات مرسيدس في المركز الخامس، إلا أن السيارة الثالثة خرجت من السباق نتيجة حادث. وعلى الرغم من تعرض ماكس سايلر لإصابة في معصمه منعته من استكمال السباق، تولى كارل القيادة مجددًا وأكمل السباق ليحل في المركز الثامن، وهو أفضل مركز أحرزته سيارة مرسيدس وأي سيارة أوروبية في هذا السباق.
التاريخ الممتد للسيارة حتى اليوم
بعد انتهاء السباق، بقيت السيارة تحت ملكية الفرع الأمريكي لشركة مرسيدس حتى بيعها إلى E.J. Schroder من سوميت بولاية نيوجيرسي في 31 مارس 1924. في منتصف الثلاثينيات، انتقلت ملكية السيارة إلى مايك كاروسو (Mike Caruso من لونغ آيلاند، وشارك بها في سباق فاندربيلت كاب Vanderbilt Cup عام 1936، إلا أنها لم تبدأ السباق لأن المنظمين رأوا أنها كانت بطيئة مقارنة بالسيارات المنافسة مثل ألفا روميو Alfa Romeo بقيادة السائق الشهير تاتزيو نوفولاري Tazio Nuvolari.
لاحقًا، اشتراها جوزيف رويترشهان Josef Reutershan من كاروسو، ثم انتقلت إلى أليك أولمان Alec Ulmann في أواخر الأربعينيات، الذي شارك بها في سباقات بريدجهامبتون Bridgehampton عام 1949. بعده، امتلكها كورتني روجرز Courtney Rogers وفاز بجائزة أفضل سيارة كلاسيكية في سباقات بريدجهامبتون عام 1951.
الانتقال إلى اليابان ثم إلى مجموعة أومان
في عام 1978، اشتراها جامع السيارات الشهير يوشيوكي هاياشي Yoshiyuki Hayashi وأدخلها إلى مجموعته في غوتيمبا، اليابان. ثم انتقلت إلى بيرني إيكلستون Bernie Ecclestone، الرئيس السابق للفورمولا-1، عام 1995، قبل أن تصبح جزءًا من مجموعة أومان The Aumann Collection في عام 1996.
ترميم كامل وتاريخ مشرف
خضعت السيارة لعملية إعادة بناء كاملة للمحرك في شركة كابريكون إنجينيرينغ Capricorn Engineering في عام 2011 بتكلفة بلغت 150 ألف يورو، لاستعادة أدائها الأصلي. وتعد هذه السيارة من أوائل سيارات مرسيدس ذات المحركات الفائقة الأداء، إذ تتميز بتقنية الشحن الفائق التي ساهمت في بناء سمعة مرسيدس كعلامة تجارية للسيارات عالية الأداء. وما زالت السيارة تحتفظ بعدد من الأجزاء الأصلية المهمة، مثل صندوق التروس والمحرك وهيكلها المعدني المميز بطابع العشرينيات.