شهدت تسلا Tesla أكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم، أول تراجع سنوي في مبيعاتها منذ عام 2014، وفقًا لتقرير رسمي صدر مؤخرًا عن الشركة. هذا التراجع يأتي في وقت تواجه فيه تسلا تحديات متزايدة في سوق السيارات الكهربائية، بدءًا من المنافسة الشديدة، وصولًا إلى تباطؤ الطلب العالمي.
تفاصيل أداء تسلا لعام 2024
أعلنت تسلا أن مبيعاتها السنوية لعام 2024 بلغت حوالي 1.79 مليون سيارة، مسجلة انخفاضًا بنسبة 1.1% مقارنة بمبيعات عام 2023، والتي بلغت 1.81 مليون سيارة. ورغم ارتفاع مبيعاتها خلال الربع الأخير من العام بنسبة 2.3%، حيث وصلت إلى 495 ألف و 570 سيارة، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتعويض التراجع السنوي.
وتأتي هذه الأرقام أقل من توقعات المحللين في فاكتسيت FactSet الذين قدروا أن تصل مبيعات الربع الأخير إلى 498 ألف سيارة.
ضغوط الأسعار وتأثيرها على المبيعات
مع تزايد المنافسة من شركات صناعة السيارات الكهربائية في الصين، مثل BYD وNIO ، وأوروبا، مثل فولكس فاجنVolkswagen وBMW اضطرت تسلا إلى خفض أسعارها بشكل كبير لتعزيز الطلب.
بحسب محللي فاكتسيت، انخفض متوسط سعر سيارات تسلا إلى حوالي 41 ألف دولار، وهو أدنى مستوى له منذ أربع سنوات. هذا التخفيض ساهم في زيادة مبيعات الربع الأخير، لكنه أثر سلبًا على هوامش الربح، مما يثير تساؤلات حول استدامة استراتيجية التسعير هذه.
تحديات السوق الأمريكية ..قلق المستهلكين
في الولايات المتحدة، التي تُعد من أهم أسواق تسلا، تشير البيانات إلى أن الطلب على السيارات الكهربائية قد وصل إلى مرحلة التشبع بين الفئات الأكثر تقبلًا للتكنولوجيا الجديدة. ويقول المحللون إن “المتحمسين الأوائل”، الذين كانوا في طليعة المشترين للسيارات الكهربائية، قد اشتروا بالفعل هذه السيارات، بينما يظل المستهلك العادي مترددًا بسبب، الأسعار المرتفعة رغم التخفيضات، لا تزال سيارات تسلا مرتفعة التكلفة بالنسبة لعدد كبير من المشترين.
وايضاً قلة محطات الشحن، رغم توسع شبكة الشحن الخاصة بتسلا، إلا أن البنية التحتية العامة للشحن في الولايات المتحدة لا تزال غير كافية، المدى المحدود للسيارات الكهربائية، حيث ما زال العديد من المستهلكين يعتقدون أن المدى الحالي للسيارات الكهربائية غير كافٍ لتلبية احتياجاتهم اليومية.
التوقعات السابقة ..طموحات لم تتحقق
في عام 2022، توقعت تسلا نموًا سنويًا في مبيعاتها بنسبة 50% خلال السنوات المقبلة. هذه التوقعات جاءت مدعومة بخططها للتوسع في الإنتاج وإطلاق طرازات جديدة مثل سايبرترك Cybertruck وسيمي .Semi
لكن هذه الطموحات لم تتحقق بسبب عدة عوامل، أبرزها:
تقادم الطرازات
ما زالت الطرازات الرئيسية مثل موديل Model 3 وموديل Model Yتعتمد على تصاميم وتقنيات تعود لسنوات دون تغييرات كبيرة.
المنافسة الشديدة
شركات صينية مثل BYD أصبحت تنافس تسلا في الأسواق الدولية بأسعار أقل وجودة مماثلة، بينما تستمر الشركات الأوروبية في تطوير طرازات مبتكرة تستهدف السوق الفاخرة.
الأزمات الاقتصادية العالمية
أدت ارتفاعات أسعار الفائدة والتضخم إلى تراجع القوة الشرائية في العديد من الأسواق، مما أثر على مبيعات السيارات الكهربائية.
الأثر على الأسهم ..خسائر متباينة
تعرض سهم تسلا لتراجع بنسبة 7% في تعاملات بعد الإعلان عن أرقام المبيعات. ورغم ذلك، شهد السهم ارتفاعًا كبيرًا بنسبة تجاوزت 50% خلال عام 2024. هذا الارتفاع كان مدعومًا بفوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة.
ترامب، الذي يُعد من أبرز مؤيدي سياسات الحماية التجارية، تعهد بفرض رسوم إضافية على الواردات، بما في ذلك السيارات الكهربائية المستوردة. هذه السياسات أعطت دفعة إيجابية مؤقتة لتسلا، باعتبارها أكبر مصنع محلي للسيارات الكهربائية.
نظرة مستقبلية ..هل تستطيع تسلا التعافي؟
مع دخول عام 2025، تواجه تسلا تحديات كبيرة للحفاظ على ريادتها في السوق. أبرز هذه التحديات تشمل:
تطوير طرازات جديدة
تحتاج تسلا إلى تحديث طرازاتها الحالية أو إطلاق طرازات جديدة لتلبية احتياجات العملاء ومواجهة المنافسة.
تحسين الربحية
استمرار تخفيض الأسعار قد يؤثر على هوامش الربح، مما يستدعي البحث عن طرق أخرى لتعزيز المبيعات دون الإضرار بالربحية.
التوسع في الأسواق النامية
تحتاج تسلا إلى التركيز على أسواق مثل الهند وأمريكا اللاتينية، حيث يوجد طلب كبير محتمل على السيارات الكهربائية.
تعزيز البنية التحتية للشحن
الشراكة مع الحكومات والشركات الخاصة لتوسيع شبكة الشحن قد تكون مفتاحًا لزيادة الطلب.