سايمون كيدستون Simon Kidston هو أحد أبرز مستشاري السيارات الكلاسيكية في العالم وأكثرهم شهرة، ويُعدّ مرجعًا لكل ما يتعلق بالمركبات النادرة والتاريخية. في عام 2022، كان كيدستون وراء شراء أغلى سيارة في العالم حتى الآن، وهي مرسيدس-بنز 300 SLR التي بيعت في مزاد أقامته دار سوذبيز Sotheby’s أوروبا بمبلغ مذهل بلغ 135 مليون يورو، حيث شارك في المزاد نيابة عن أحد عملائه. لكن بالرغم من مسيرته الحافلة وبيعه لأندر السيارات الكلاسيكية، هناك سيارة واحدة لن يعرضها للبيع أبدًا وهي بورشه كاريرا porsche carrera RS 2.7 911 من عام 1973.
حب السيارات ..إرث عائلي
ولد سايمون كيدستون في المملكة المتحدة ونشأ في إيطاليا، حيث تأثر بشغف والده، هوم كيدستون Home Kidston الذي كان ضابطًا سابقًا في البحرية الملكية ومتسابق سيارات شغوف. كما كان عمّه، غلين كيدستون Glen Kidston واحدًا من أبرز متسابقي السيارات والطيران في أوائل القرن العشرين.
منذ الصغر، كانت السيارات جزءًا من حياة سايمون، إذ يتذكر وصول مجلتي The Motor وChristophorus بانتظام إلى منزل العائلة، فضلًا عن السيارات السريعة التي كانت دائمًا في جراج المنزل.
الخطوات الأولى نحو القمة
بدأت رحلة سايمون المهنية في عالم السيارات عام 1988 عندما انضم إلى دار مزادات Coys of Kensington بلندن. كانت البداية بمثابة تجربة لمدة ثلاثة أشهر تحولت إلى مسيرة امتدت لثماني سنوات في هذا المجال. استغل كيدستون إتقانه للفرنسية والإيطالية للتواصل مع العملاء الأوروبيين، ما منحه ميزة تنافسية كبيرة. لاحقًا، انضم إلى دار مزادات Brooks التي أصبحت لاحقًا Bonhams، وأسّس فرعها الأوروبي في جنيف.
في عام 2006، أطلق سايمون شركته الخاصة Kidston SA، والتي أصبحت واحدة من أبرز الشركات العالمية لتجارة السيارات الكلاسيكية النادرة. يقع مقرها الرئيسي في مبنى تاريخي في جنيف، ولها فروع في مدن مثل مودينا ودبي.
ذكريات خالدة مع بورشه 911 كاريرا RS 2.7
رغم عمله مع أبرز السيارات الكلاسيكية، إلا أن سيارة واحدة تملك مكانة خاصة جدًا في قلب كيدستون وهي بورشه 911 كاريرا RS 2.7 بلون سيجنال يلو Signal Yellow والتي اشتراها والده جديدة في عام 1973.
يتحدث سايمون عن أول ذكرياته مع السيارة عندما كان في الثانية عشرة من عمره، حين قادها مع والده على الطرق السريعة الألمانية لزيارة مصنع بورشه في شتوتغارت. والتي وصفها: “كانت أسرع رحلة لي على الإطلاق”.
الإرث العائلي والسيارة التي لا تُباع
بعد وفاة والده عام 1996، ورث سايمون السيارة وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياته. قادها ليضع رماد والده في مثواه الأخير بويلز، وكانت أيضًا السيارة التي طلب فيها يد زوجته أثناء رحلة إلى اسكتلندا. كما لعبت دورًا في زفافه، بل وأصبحت أول سيارة يقودها ابنه قانونيًا في عيد ميلاده السابع عشر.
اليوم، تحتفظ السيارة بعداد يوضح مسافة 112 ألف كيلومتر، وتُخزن في إنجلترا حيث يقيم كيدستون. يقول عنها: “إنها جزء من تاريخ عائلتنا. هي السيارة التي غرست فيّ حب السيارات الرياضية، وأتمنى أن يحتفظ بها أولادي إلى الأبد”.
ذكريات لا تُنسى مع بورشه
إلى جانب السيارة العائلية، كانت لكيدستون تجارب لا تُنسى مع سيارات بورشه الأخرى. في إحدى المرات، كان في شتوتغارت عندما دخلت زوجته المخاض –اعراض الولادة- في جنيف. قاد سيارة بورشه 959 بسرعة عبر الأمطار ليصل في الوقت المناسب لولادة ابنه. كما كان قريبًا من شراء سيارة بورشه 917 K الأسطورية التي قادها فيك إلفورد وجيرارد لارو في سباق سيبرينغ 1971.