شهدت صناعة السيارات عامًا ناجحًا من حيث المبيعات الإجمالية، حيث حققت معظم الشركات المصنعة نموًا ملحوظًا مقارنةً بالعام السابق. ومع ذلك، لم تكن جميع العلامات التجارية محظوظة، إذ تعرضت بعضها لتراجع ملحوظ، أبرزها علامة ميني Mini التي سجلت انخفاضًا حادًا بنسبة 21.5% في مبيعاتها خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023، حيث انخفضت المبيعات من 33 ألف و 497 وحدة إلى 26 ألف و 299 وحدة فقط.
الأسباب وراء التراجع الكبير
كشف متحدث باسم ميني في تصريحات أن التراجع في المبيعات يعود إلى عدة عوامل أبرزها التوقيت السيئ. فقد شهد هذا العام تجديدًا شاملًا لتشكيلة سيارات ميني، حيث تم إطلاق طرازات جديدة مثل كوبر Cooper و كانتري مان Countryman، إلى جانب إيقاف إنتاج طراز Clubman بسبب ضعف الطلب عليه.
في إطار الاستعداد لوصول السيارات الجديدة، طلبت ميني من وكلائها في الولايات المتحدة بيع المخزون القديم، ما ترك الوكلاء بلا سيارات جديدة عندما تم استدعاء عدد كبير من السيارات التابعة لمجموعة BMW بسبب مشكلة في نظام الفرامل. كما صدر قرار بوقف بيع الطرازات المتأثرة حتى يتم حل المشكلة.
وأوضح المتحدث أن إطلاق طرازات كوبر و كانتري مان الجديدة كان سيؤدي بطبيعته إلى تراجع بسيط في المبيعات، لكن استدعاء الفرامل فاقم الموقف. بدأت ميني في أغسطس 2024 إنتاج السيارات المجهزة بمكونات الفرامل المحدثة، لكن هناك سيارات أُنتجت سابقًا لا تزال بحاجة إلى إصلاحات.
آفاق مستقبلية واعدة
رغم التحديات، تبدو ميني متفائلة بشأن عام 2025، خاصة مع وصول مجموعة طرازاتها الجديدة، حيث يزداد الإقبال على السيارات الصغيرة منخفضة التكلفة. ورغم أن سيارات ميني ليست الأرخص، إذ يبدأ سعر طراز كوبر من 30 ألف و 125 دولارًا، ويصل سعر الطرازات الأعلى تجهيزًا من كانتري مان إلى نحو 50 ألف دولار، إلا أن الشركة تأمل أن تجذب سيارة كانتري مان الكهربائية بالكامل Countryman SE العملاء الباحثين عن سيارات كروس أوفر كهربائية.
تدرك ميني أن نجاح استراتيجيتها الجديدة ضروري، خاصة أن أفضل أعوامها كان في 2012 عندما بلغت مبيعاتها 76 ألف و 354 وحدة. وتأمل الشركة أن يكون عام 2024 هو بداية الإنطلاق لتحقيق انتعاشة في الأعوام المقبلة.