في مغامرة فريدة من نوعها، انطلق نجوين هوانغ آنه، مالك شركة لوجستيات في فيتنام، برفقة سيارته بورشه 911 داكار، في رحلة ملحمية قطعت أكثر من 33 ألف كيلومتر على مدار 75 يومًا. الرحلة أخذته عبر السهول الخضراء والطرق الجبلية الوعرة، مرورًا بطرق الصين الممهدة وصحراء جوبي القاسية.
البداية انطلاق الحلم
بدأ التحدي في سبتمبر 2023 عندما غادر نجوين هوانغ آنه مدينة هو تشي منه -سايغون- خلف مقود أول سيارة بورشه 911 داكار تُباع في فيتنام. مع حلم استكشاف صحراء جوبي، وهي أقرب الصحارى إلى وطنه، كانت السيارة التي طلبها قبل عام مصممة للتحديات القصوى.
الطريق إلى الشمال ..من لاوس إلى الصين
أخذت المرحلة الأولى نجوين ورفاقه عبر الطرق الساحلية لبحر الصين الجنوبي ثم إلى لاوس، مع مناظر خلابة جعلت الطريق أقل صعوبة. بعد خمسة أيام، وصل الفريق إلى الحدود مع الصين حيث بدأت التحديات الحقيقية.
في الصين، اختبر نجوين إمكانيات سيارته البورشه 911 داكار، خاصة عند الوصول إلى بحيرة تشاكا الملحية في هضبة التبت. وصف المشهد بأنه لا يُنسى، حيث تعكس البحيرة السماء الزرقاء بوضوح أخّاذ على ارتفاع يزيد عن 3100 متر.
صحراء جوبي ..اختبار حقيقي للقدرات
مع وصوله إلى صحراء جوبي، واجهت السيارة تضاريس قاسية مليئة بالصخور الحادة والتلال الرملية. خلال هذه المرحلة، أدرك نجوين أن المغامرة ليست مجرد اختبار للسيارة، بل اختبار لروحه أيضًا. وقال نجوين: “قيادة هذه السيارة الرياضية عبر التضاريس الصعبة كانت تجربة لا مثيل لها”.
رغم التحديات، تمكن من الوصول إلى عائلة بيكين الكازاخية، المعروفة بتربية النسور في جبال منغوليا. هناك شعر نجوين بارتباط عميق بالطبيعة، ووصف سيارته 911 بأنها “نسري الخاص”، نظرًا لقوتها ومرونتها على الطرق الوعرة.
العودة ..شهرة لم تكن متوقعة
بعد مغادرة منغوليا والعودة إلى الصين، استمرت الرحلة عبر مناطق مغطاة بالثلوج في شمال الصين. وخلال إحدى مغامراته الجريئة بتجاوز مركبات عالقة في الطرق الجليدية، انتشر مقطع فيديو له وللسيارة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، مما جعله وسيارته من المشاهير المحليين.
وقال نجوين: “العلاقة بيني وبين 911 داكار بدأت للتو، وسنستمر في المغامرات معًا”.
ختام الرحلة ..من فيتنام إلى شتوتغارت
بعد عام من الرحلة، تلقى نجوين دعوة من فريق تطوير بورشه 911 داكار في شتوتغارت-زوفنهاوزن بألمانيا، حيث التقى بـأشيم لامبارتر، المدير العام لمشروع 911 داكار. كان اللقاء بمثابة تتويج لرحلته الملحمية، حيث شارك فريق التطوير بتجربته.
وفي نهاية حديثه، قال نجوين: “هذه السيارة ليست مجرد وسيلة نقل، إنها شريك في المغامرات وأيقونة أداء مذهلة. ما زال لدي حلم: أن أسافر بها حول العالم”.
رحلة ملهمة للعالم
أثبتت رحلة نجوين هوانغ آنه وسيارته بورشه 911 داكار أن الأحلام الكبيرة ممكنة، وأن التكنولوجيا والابتكار يمكن أن يتحديا أصعب التضاريس. رحلة قادته من جنوب شرق آسيا إلى أقصى شمال الصين وصحراء منغوليا، تاركة وراءها إرثًا من الإلهام.