في قلب الدائرة القطبية الشمالية، حيث تصل درجات الحرارة إلى مستويات متجمدة، تجري BMW M اختبارات مكثفة على أول طراز كهربائي عالي الأداء لها. هذه الظروف القاسية لا تختبر فقط كفاءة الأنظمة في درجات الحرارة المنخفضة، بل توفر أيضًا بيئة مثالية لاختبار نقل القوة والجر على الأسطح ذات معامل الاحتكاك المنخفض، حيث يصبح فقدان السيطرة على السيارة أكثر من أي بيئة أخرى.
تحكم على الجليد
لضمان أقصى قدر من التحكم على الجليد، يتعين على أنظمة التحكم مراقبة العديد من العوامل في الوقت نفسه، بما في ذلك نقل القوة، وعزم الدوران، وانزلاق العجلات، وقوة التحكم الجانبي، والمكابح، والمناورات التوجيهية. ومع تزايد كمية البيانات المتاحة، يصبح التحكم الفائق أمرًا ضروريًا، خاصة مع تقنية الدفع الكهربائي الجديدة كليًا من BMW M، والتي ترفع معايير الدقة والأداء إلى مستوى غير مسبوق.
نظام تحكم مركزي جديد يغيّر قواعد اللعبة
حتى الآن، كانت كل وحدة تحكم تعمل بشكل مستقل – سواء كانت خاصة بالمحرك، أو الفرامل، أو التوجيه، أو وظائف التثبيت. ولكن مع نظام التحكم المركزي الجديد، بات بالإمكان معالجة البيانات بشكل أكثر كفاءة ومنع التعارض بين الأنظمة المختلفة، وهو ما يُعرف بمفهوم “الأهداف المتعارضة” لدى المهندسين. والنتيجة استجابة أسرع وتحكم أكثر دقة، مما يعزز تجربة القيادة الديناميكية لطرازات M.
آراء الخبراء ..آكسل ثايلينغ يكشف تفاصيل الاختبارات والتطوير
للتعمق في تفاصيل هذه التكنولوجيا الثورية، تحدث آكسل ثايلينغ، مدير مشروع كهربة أنظمة الدفع ورئيس تطوير أنظمة التخزين عالية الجهد والشحن لدى BMW M، وهو أحد أبرز العقول وراء الجيل الجديد من منظومة الدفع الكهربائي لطرازات M.
رؤية BMW M لأول سيارة كهربائية عالية الأداء
يؤكد ثايلينغ أن BMW M تسعى لتقديم شيء استثنائي: “بالنسبة لأول طراز كهربائي عالي الأداء من BMW M، لم نضع لأنفسنا أهدافًا أقل من تقديم الآلة المطلقة للقيادة The Ultimate Driving Machine. نعمل على تحقيق نفس القيم الأساسية التي جعلت طرازات M3 وأجيالها السابقة أيقونات في عالم الأداء: الدقة، والرشاقة، والثبات، والعاطفة، والأداء. لكننا نهدف أيضًا إلى توفير تجربة قيادة جديدة كليًا”.
تساعد المحركات الكهربائية الأربعة في تحقيق احتكاك مثالي مع الطريق في جميع الأوقات، مما يؤدي إلى سرعات انعطاف أعلى وقدرات تحكم غير عاليه، وهو ما تم اختباره بالفعل في النماذج الأولية.
تحديات تحقيق ديناميكية M في منظومة كهربائية بالكامل
عند سؤاله عن صعوبة تحقيق شخصية M الرياضية في نظام كهربائي بالكامل مقارنة بمحركات الاحتراق الداخلي، قال ثايلينغ: “تطوير سيارة M يتطلب دائمًا أقصى درجات الإبداع الهندسي. نريد دائمًا تجاوز الحدود التقنية لتقديم تجربة قيادة فريدة. وفي مشروعنا الجديد، لا نتساهل أبدًا. نحن نعمل على تطوير بطارية جهد عالٍ مخصصة تتفوق على كل ما قدمته BMW M سابقًا، خاصة من حيث الأداء طويل الأمد، بالإضافة إلى محركات كهربائية خاصة تحقق التوازن المثالي بين الأداء والكفاءة”.
اختبارات الجليد ..الاستفادة القصوى من معامل الاحتكاك
حول الاختبارات في الدائرة القطبية الشمالية، يوضح ثايلينغ مفهوم “الاستفادة الكاملة من معامل الاحتكاك”: “نعني بذلك أننا نطبق دائمًا أقصى قوة ممكنة على العجلات للحصول على أقصى دفع أو أقصى أداء للكبح. لتحقيق ذلك، يجب التحكم في المحركات الكهربائية بدقة تامة على حدود الانزلاق المثالية. ولكن المحركات الكهربائية ليست سوى جزء من منظومة معقدة تشمل وحدات تحكم، وأجهزة استشعار، ومشغلات تعمل معًا لتحقيق هذا الإحساس الديناميكي المذهل”.
القيادة الشخصية ..من M3 تورينج إلى حلم الأداء الكهربائي
عند سؤاله عن سياراته المفضلة من BMW M، كشف ثايلينغ عن اختياره الشخصي: “أنا أقود حاليًا BMW M3 تورينج، وهي السيارة المثالية بالنسبة لي، تجمع بين الراحة والثقة والمساحة الواسعة، ومع ذلك، بضغطة زر، تتحول إلى وحش سباق حقيقي يمكنه التفوق على العديد من السيارات الرياضية على حلبة نوربورغرينغ”.
أما عن سر استمرار شغفه بـ BMW M رغم معرفته العميقة بأسرارها الهندسية، أجاب: “إنه امتياز أن أكون جزءًا من فريق BMW M، والمشاركة في تطوير هذه المنتجات الرائعة. أنا عاشق حقيقي لـ M، ولديّ شغف لا ينضب تجاه السيارات الرياضية – سواء كانت تعمل بالبنزين أو الكهرباء. أمتلك سيارة E90 325i أستخدمها على حلبة نوربورغرينغ، وأرى أن BMW M تقدم الحل الأمثل لكل من يبحث عن سيارة رياضية مناسبة للاستخدام اليومي”.
مستقبل BMW M ..بداية فصل جديد من الأداء الفائق
مع هذه التطورات، تقف BMW M على أعتاب عصر جديد من الأداء الفائق، حيث تقدم تقنيات مبتكرة تضمن تحكمًا عاليًا واستجابة فورية تتجاوز ما يمكن تحقيقه مع أنظمة الدفع التقليدية.