في خطوة قد تعيد تشكيل التحالفات في قطاع السيارات العالمي، أعلنت شركة هون هاي بريسيجن إندستريز Hon Hai Precision Industry Co، المعروفة تجاريًا باسم فوكسكون Foxconn، استعدادها لشراء حصة شركة رينو الفرنسية Renault S.A في شريكتها اليابانية نيسان موتور Nissan Motor Co., Ltd، والتي تبلغ 36%.
كشف يونج ليو Young Liu، رئيس مجلس إدارة فوكسكون، أن الشركة التايوانية تجري محادثات مع كل من نيسان وهوندا موتور Honda Motor Co., Ltd. بشأن تعاون محتمل، مؤكدًا أن الهدف من أي استثمار محتمل ليس الاستحواذ على أسهم نيسان، بل بناء شراكة استراتيجية لتعزيز الابتكار في قطاع السيارات الكهربائية.
فوكسكون من الإلكترونيات إلى السيارات الكهربائية
تعتبر فوكسكون أكبر شريك تصنيعي لشركة أبل Apple Inc، حيث تقوم بتجميع هواتف آيفون iPhone والعديد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى. ومع تراجع معدلات نمو سوق الهواتف الذكية عالميًا، تسعى الشركة إلى تنويع أعمالها عبر التوسع في قطاع السيارات الكهربائية.
بدأت فوكسكون خطواتها الجادة في هذا المجال منذ سنوات، حيث أطلقت منصة MIH المفتوحة، وهي إطار عمل يتيح لمصنّعي السيارات تطوير مركبات كهربائية بتكلفة أقل. كما أبرمت الشركة عدة اتفاقيات مع شركات مثل فيات كرايسلر Fiat Chrysler Automobiles، ولوردستاون موتورز Lordstown Motors، BYD لدعم تطوير السيارات الكهربائية.
وفي 2021، كشفت فوكسكون عن ثلاثة نماذج أولية لسيارات كهربائية تحمل علامتها التجارية Foxtron، مما أكد جديتها في دخول هذا القطاع بقوة.
لماذا تهتم فوكسكون بنيسان؟
يأتي عرض فوكسكون في وقت تمر فيه نيسان بتحولات استراتيجية معقدة. فبعد انفصالها التدريجي عن شريكتها الفرنسية رينو، تبحث الشركة اليابانية عن شركاء جدد لتعزيز تنافسيتها، خاصة في مجال السيارات الكهربائية، حيث تواجه تحديات من شركات مثل تسلا Tesla و BYD الصينية.
يقول يونج ليو: “إذا كانت هناك حاجة تشغيلية، فسنفكر في شراء حصة في نيسان، لكن الاستحواذ ليس هدفنا الأساسي. نحن نبحث عن تعاون حقيقي يساعدنا على دفع عجلة الابتكار في صناعة السيارات”.
تحالف نيسان-هوندا.. فرصة ضائعة أم بداية جديدة؟
تأتي هذه التطورات في وقت كانت فيه نيسان وهوندا تدرسان إمكانية دمج أعمالهما لمواجهة المنافسة المتزايدة في قطاع السيارات الكهربائية. إلا أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن الشركتين تتجهان نحو إنهاء المحادثات، مما قد يفتح المجال أمام فوكسكون لتعزيز حضورها في السوق اليابانية.
من جهتها، تبنت فوكسكون نهج الانتظار والترقب، حيث لم تتدخل عندما كانت نيسان وهوندا تدرسان إمكانية الاندماج. ولكن مع تعثر المحادثات بين الشركتين اليابانيتين، يبدو أن فوكسكون ترى فرصة سانحة للدخول في شراكة مع نيسان وتوسيع نفوذها في قطاع السيارات.
ما الذي يعنيه هذا العرض لصناعة السيارات؟
دخول فوكسكون كشريك لنيسان قد يعيد رسم خريطة التحالفات في صناعة السيارات العالمية، خاصة في ظل التنافس الشديد بين الشركات التقليدية وشركات التكنولوجيا الناشئة.
ثورة في الإنتاج
كما قد تساهم هذه الشراكة بفضل خبرة فوكسكون في التصنيع واسع النطاق، أن تساعد نيسان في تقليل تكاليف إنتاج السيارات الكهربائية وزيادة قدرتها التنافسية. وقد يمهد دخول فوكسكون إلى قطاع السيارات الطريق لمنافسة لاعبين كبار مثل تسلا وأبل، التي يُشاع أنها تعمل على تطوير سيارتها الكهربائية الخاصة.
هل تنجح فوكسكون في مسعاها؟
لا تزال المفاوضات في مراحلها الأولى، لكن إذا تمكنت فوكسكون من تأمين شراكة مع نيسان، فقد نشهد تحولًا كبيرًا في سوق السيارات الكهربائية خلال السنوات المقبلة.