عندما أنهت مرسيدس-بنز إنتاج طراز SL 300 Gullwing في عام 1957، كانت الشركة الألمانية العريقة تستعد للكشف عن خليفته 300 SL رودستر في معرض جنيف للسيارات في نفس العام. جاء تصميم الرودستر ليحقق مزيجًا بين الأداء العالي والفخامة، لكنه تطلب إعادة تصميم الهيكل بالكامل لتعويض غياب السقف الصلب، مما استدعى تعزيز صلابة الشاسيه للحفاظ على مستويات الأداء والثبات التي اشتهرت بها 300 SL.
بالرغم من أن بعض عشاق السيارات كانوا متخوفين من أن يؤدي التحول إلى سيارة مكشوفة إلى تقليل أدائها الديناميكي، إلا أن مرسيدس-بنز ضمنت أن تبقى 300 SL رودستر واحدة من أسرع السيارات تسارعًا على الطريق. تم تحقيق ذلك من خلال تزويد السيارة بناقل حركة متزامن بالكامل، وتحسينات ميكانيكية متقدمة على المحرك، إلى جانب تصميم جديد للمحور الخلفي ساهم في تحسين القيادة والتحكم بشكل كبير.
في عام 1960، شهد الطراز تحسينًا كبيرًا مع استبدال فرامل الأسطوانة التقليدية بأقراص فرامل جديدة طُرحت رسميًا في معرض جنيف للسيارات 1961. لكن قبل هذا التحديث، قامت مرسيدس-بنز بإنتاج عدد محدود من سيارات الرودستر المزودة بفرامل الأسطوانة الكبيرة، والتي عُرفت باسم Big Drum Brake Roadsters وكانت هذه النسخة واحدة من تلك السيارات القليلة التي استخدمتها الشركة في معارضها العالمية.
إحدى أندر نسخ 300 SL رودستر على الإطلاق
تعتبر هذه السيارة واحدة من خمس سيارات فقط تم طلاؤها بلون Fantasy Yellow -DB 653، وهو لون مميز للغاية جعلها تحفة فريدة بين سيارات 300 SL رودستر التي بلغ إنتاجها الإجمالي 1,858 وحدة بين عامي 1957 و1963. إضافة إلى ذلك، فإن هذه السيارة كانت واحدة من سيارتين فقط بهذا اللون استخدمتهما مرسيدس-بنز للأغراض الترويجية والمعارض، مما يرفع من قيمتها التاريخية.
تم تصنيع هذه النسخة في أواخر عام 1960 بمواصفات خاصة تضمنت مقصورة داخلية من الجلد الأسود، وسقفًا قماشيًا أسود، وسقفًا صلبًا أسود اللون مبطنًا بقماش كريمي، كما تم تجهيزها بعدادات قياس إنجليزية، ونسبة تروس خلفية 3.64، وعجلات Kronprinz مقاس 15 بوصة بأغطية كرومية.
تاريخ ملكية حافل يمتد لأكثر من ستة عقود
تم تخصيص هذه السيارة للاستخدام في قسم المعارض لدى مرسيدس-بنز بين عامي 1961 و1963، قبل أن يتم بيعها في أوائل عام 1963 إلى مالكها الأول ديفيد جاكسون، الذي استخدمها في كل من فيلادلفيا، بنسلفانيا، وفورت لودرديل، فلوريدا.
بعد تسع سنوات، انتقلت إلى ملكية آر إل دونورث من هنتنغتون، فرجينيا الغربية، الذي احتفظ بها لمدة ست سنوات، قبل أن يبيعها في عام 1975 إلى جون ووكر، صاحب وكالة مرسيدس-بنز في سينسيناتي، أوهايو.
في عام 1977، استحوذ عليها جاك هان، الذي امتلك السيارة لما يقارب 40 عامًا، مما ساهم في الحفاظ على حالتها الأصلية النادرة. في عام 2013، بيعت إلى جيم جوسويلر من أوهايو، قبل أن يستحوذ عليها أحد جامعي السيارات الكلاسيكية في كاليفورنيا، والذي كلف Legendary Classic Center في كوستا ميسا، كاليفورنيا بإجراء ترميم شامل لها.
عملية ترميم دقيقة وفق أعلى المعايير
استغرقت عملية الترميم حوالي عامين، تم خلالها تفكيك السيارة بالكامل وإعادة طلائها باللون الأصلي Fantasy Yellow، مع إعادة طلاء جميع الأجزاء الكرومية بعناية فائقة. كما تمت إعادة بناء المحرك الأصلي وناقل الحركة، وتصنيع شبكة كهربائية جديدة بالكامل لضمان الأداء الأمثل.
بالإضافة إلى ذلك، تم إعادة تنجيد المقصورة الداخلية باستخدام جلد أخضر داكن، وهو خيار جريء يضيف لمسة من التميز على السيارة، ليجعلها أكثر تفردًا مقارنة بمواصفاتها الأصلية. كما تم استبدال جميع الأجزاء المطاطية والأختام، وتم تركيب مجموعة جديدة من العجلات المطابقة للأصل، مع إضافة عجلات Rudge النادرة والمطلية بنفس اللون، لتعزيز مظهرها الأصيل.
تحفة ميكانيكية جاهزة
بعد الانتهاء من الترميم في عام 2015، احتفظت السيارة بجودتها، ولا تزال حالتها العامة ممتازة، مع حفاظها على التفاصيل الأصلية التي تجعلها من أكثر السيارات قيمة بين سيارات مرسيدس-بنز 300 SL رودستر.
وتقدر قيمة هذه السيارة في الوقت الحالي بمليون و 450 ألف دولار.