أعلنت شركة وايمو Waymo، التابعة لشركة جوجل Google، أنها تعتزم إدخال تحسينات تقنية كبيرة على الجيل القادم من سيارات الأجرة الآلية التي تعتمد على القيادة الذاتية. وتهدف هذه التحديثات إلى تقليل عدد الكاميرات وأجهزة استشعار الرادار المستخدمة في نظام القيادة، مما يمثل خطوة نحو تحسين كفاءة التكنولوجيا وتخفيض التكاليف.
بحسب ما أفادت به الشركة، فإن الجيل السادس من النظام سيعتمد على 13 كاميرا فقط، بدلاً من 29 كاميرا، بالإضافة إلى تقليل عدد رادارات الليزر LIDAR التي تقوم بمسح محيط السيارة من خمسة إلى أربعة. هذه الخطوة تعكس قدرة وايمو على تحسين مستوى الأداء باستخدام تقنيات أكثر دقة وكفاءة، مما سيسهم في تحسين السلامة وتقديم تجربة أكثر سلاسة للمستخدمين.
وايمو تُعد من الشركات الرائدة في مجال تطوير برامج القيادة الذاتية، حيث تقدم خدمات نقل الركاب عبر سيارات أجرة آلية بدون سائق في عدد من المدن الأمريكية. حالياً، تعتمد الشركة على سيارات “جاجوار iPace” الكهربائية المعدلة لهذا الغرض. لكن الجيل القادم من سيارات الأجرة الآلية سيعتمد على السيارات الكهربائية من ماركة “Zeekr”، التابعة لشركة جيلي الصينية.
وايمو تمكنت من تحقيق تقدم ملموس في تطوير برامج القيادة الذاتية، متفوقة على العديد من المنافسين في هذا المجال. مع هذه التحسينات الجديدة، تعزز وايمو مكانتها في سوق التنقل الذكي، حيث تقدم خدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وقدرات تحليل البيانات لتوفير حلول تنقل آمنة وفعالة. هذه التطورات قد تعيد تشكيل مستقبل النقل الحضري في المدن الكبرى، حيث يتوقع أن تكون السيارات الآلية جزءاً أساسياً من هذا التحول.
شركة وايمو Waymo تأسست عام 2009 كمشروع ضمن مبادرة “جوجل X” لتطوير السيارات ذاتية القيادة. وكانت تُعرف حينها بمشروع “جوجل للسيارات الذاتية القيادة”، واستمرت في النمو والتطور حتى أصبحت شركة مستقلة تحت مظلة “ألفابت” الشركة الأم لجوجل في عام 2016. وتُعتبر وايمو رائدة في مجال تقنيات القيادة الذاتية بفضل اعتمادها على الذكاء الاصطناعي، أجهزة الاستشعار المتقدمة، وبيانات حركة المرور الضخمة التي جمعتها على مدار سنوات من الاختبارات.
التحسينات التكنولوجية
وايمو تسعى باستمرار إلى تحسين أنظمتها من خلال تقليل التعقيدات التكنولوجية وتطوير الأداء. تقليل عدد الكاميرات وأجهزة الاستشعار في سيارات الأجرة الآلية يعدّ جزءًا من استراتيجية الشركة لتحسين دقة الرؤية الحاسوبية وتقليل التكلفة. تتطلب أنظمة القيادة الذاتية المتطورة كميات ضخمة من البيانات التي يتم تحليلها في الوقت الفعلي، وتستفيد من الكاميرات وأجهزة استشعار الرادار والليزر LIDAR لرسم خرائط ثلاثية الأبعاد دقيقة لمحيط السيارة.
الكاميرات تعمل على التقاط الصور لتحديد العناصر المرئية مثل المشاة، المركبات الأخرى، إشارات المرور، وعلامات الطريق. أما أجهزة استشعار الرادار فتقوم بقياس المسافات وسرعات الأجسام المتحركة في البيئة المحيطة بالسيارة، بينما تُستخدم أجهزة الليزر لمسح ثلاثي الأبعاد للمكان، مما يمنح النظام وعياً مكانياً شاملاً.
التعاون مع شركات السيارات
لتحقيق مزيد من التكامل بين البرمجيات والمركبات، أبرمت “وايمو” شراكات مع شركات تصنيع السيارات العالمية. التعاون مع “جيلي”، وخاصة استخدام سيارات “Zeekr” الكهربائية، يمثل خطوة استراتيجية مهمة للشركة. “Zeekr” هي علامة تجارية صينية فاخرة متخصصة في السيارات الكهربائية، وهي مملوكة لمجموعة “جيلي” التي تُعد واحدة من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، وتمتلك علامات تجارية مثل “فولفو” و”لوتس”. هذه الشراكة تعزز قدرة وايمو على تقديم حلول نقل ذاتية القيادة عالية الجودة.
السيارات ذاتية القيادة
كانت “وايمو” من أوائل الشركات التي أجرت اختبارات واسعة النطاق للسيارات ذاتية القيادة على الطرق العامة. خدماتها بدأت في “فينيكس” بولاية أريزونا الأمريكية، حيث تم إطلاق برنامج “وايمو وان” Waymo One عام 2018، الذي يوفر خدمات التاكسي الآلي للركاب بدون وجود سائق في المركبة. منذ ذلك الحين، توسعت خدماتها إلى مدن أخرى، مع تزايد عدد المستخدمين الذين يعتمدون على هذا النوع من التنقل.
التحديات المستقبلية
رغم النجاح الكبير الذي حققته “وايمو”، إلا أنها تواجه تحديات هائلة في سبيل جعل السيارات ذاتية القيادة جزءاً من الحياة اليومية. من أبرز التحديات القانونية والتنظيمية، حيث تختلف قوانين استخدام السيارات ذاتية القيادة من دولة إلى أخرى. إضافة إلى ذلك، تظل مسألة التأمين والسلامة مصدر قلق كبير، خصوصاً مع حوادث قليلة ولكنها ملفتة تعرضت لها السيارات الذاتية القيادة.
ومع كل هذا، يُتوقع أن تُحدث “وايمو” نقلة نوعية في مجال التنقل الحضري، مع تحول متزايد نحو السيارات الكهربائية والذاتية القيادة في المستقبل القريب، مما سيؤدي إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحسين جودة الحياة في المدن الكبيرة.