في أحد أعظم انتصاراته على الإطلاق، تمكن الهولندي ماكس فيرستابن Max Verstappen سائق فريق ريد بُل Red Bull من الصعود من المركز السابع عشر ليحقق فوزاً مذهلاً في جائزة ساو باولو الكبرى Sao Paulo Grand Prix لسباقات فورمولا-1 تحت ظروف جوية صعبة وأمطار غزيرة.
هذا الانتصار يقربه خطوة واحدة من حسم لقبه الرابع في بطولة العالم للفورمولا-1 بالمقابل، عانى البريطاني لاندو نوريس Lando Norris من سباق صعب، بعد ارتكابه بعض الأخطاء الحاسمة، ما جعله ينهي السباق في المركز السادس، متراجعاً بفارق 62 نقطة عن فيرستابن، مع تبقي 86 نقطة متاحة في آخر ثلاث سباقات من الموسم.
سيضمن فيرستابن لقبه الرابع إذا خرج من السباق القادم في لاس فيغاس في 23 نوفمبر بفارق 60 نقطة على الأقل.
أكون وجاسلي يكملان منصة التتويج ويُحييان آمال ألبين
استطاع سائقا فريق ألبين Alpine الفرنسيان إستيبان أكون Esteban Ocon وبيير جاسلي Pierre Gasly الحصول على المركزين الثاني والثالث، ليعطيا الفريق دفعة قوية في ترتيب بطولة الصانعين، متقدمين بالفريق من المركز التاسع إلى السادس.
السباق كان فوضوياً ومليئاً بالحوادث، حيث شهدت حلبة ساو باولو أجواء مشبعة بالأمطار ما تسبب في وقوع حوادث متعددة، شملت رفع العلم الأحمر مرتين، وإدخال سيارة الأمان مرتين. كانت هذه الظروف فرصة لفيرستابن لإثبات قدراته، حيث قاد بمهارة استثنائية في أحد أعظم الانتصارات في السباقات الممطرة على مر التاريخ.
كيف صعد فيرستابن إلى القمة؟
رغم بدء فيرستابن السباق من المركز السابع عشر بسبب عقوبة فرضت عليه نتيجة تغييره وحدة المحرك، فقد أظهر براعته منذ اللفة الأولى، حيث تقدم بستة مراكز بسرعة ليصل إلى المركز السادس بحلول اللفة 12، قبل أن يتباطأ بسبب عوائق من سيارات مثل سيارة يوكي تسونودا Yuki Tsunoda من فريق ألفا تاوري AlphaTauri وأكون وسيارة شارل لوكلير Charles Leclerc من فيراري.
مع زيادة حدة الأمطار قرب ثلث السباق، بدأت الاستراتيجيات تتغير، حيث قرر لوكلير الدخول لتغيير الإطارات في اللفة 24، وتلاه فريق ريد بُل بتغيير الإطارات أثناء الفترة الافتراضية لسيارة الأمان في اللفة 28 بعد حادث نيكو هلكنبرغ Nico Hulkenberg بسيارة فريق هاس Haas.
رغم اشتداد الأمطار، قرر فريقا ألبين وريد بُل البقاء على الإطارات المستعملة، مستندين إلى احتمال رفع العلم الأحمر. وفعلاً، دفع الفريقان رهانهما بنجاح عندما تم إيقاف السباق بعد حادث تحطم سيارة فرانكو كولابينتو Franco Colapinto من فريق ويليامزWilliams حيث تمكنوا من تبديل إطاراتهم دون خسارة مواقعهم.
فيرستابن يقتنص الصدارة ويبتعد
عند استئناف السباق في ظل ظروف ماطرة، حافظ أكون على الصدارة لخمس لفات قبل حادث خروج كارلوس ساينز Carlos Sainz بسيارة فيراري، ما استدعى سيارة الأمان مرة أخرى. في هذه الأثناء، استغل فيرستابن الفرصة ليضغط على أكون ويقتنص الصدارة، ليبدأ في الابتعاد بمعدل لفات أسرع، محققاً فارقاً وصل إلى 19.5 ثانية في نهاية السباق.
صرح فيرستابن عقب السباق قائلاً: “لقد كانت مشاعري متقلبة. مع بدء السباق من المركز السابع عشر، كنت أعلم أن السباق سيكون صعباً للغاية. بقينا بعيدين عن المشاكل، وحققنا سرعة فائقة، وكل هذه الأمور جعلت هذا الإنجاز ممكناً”.
حظوظ نوريس تتبخر في المنافسة على اللقب
بينما استمر أكون وجاسلي في المركزين الثاني والثالث، كافح نوريس للحفاظ على مراكزه في ظل أخطاء مكلفة. ففي البداية، فقد مركزه لصالح جورج راسل George Russell من مرسيدس عندما تجاوز المنعطف الرابع، ثم ارتكب خطأ آخر في المنعطف الأول، ما أدى إلى تراجعه إلى المركز السابع. وبالرغم من السماح له بتجاوز زميله أوسكار بياستري Oscar Piastri لم يتمكن نوريس من تحسين مركزه وأنهى السباق في المركز السادس.
عبر نوريس عن إحباطه قائلاً: “أحياناً، لا تسير الأمور في صالحك. لم نرتكب أي خطأ، ولكن يبدو أن الحظ لم يكن في صفنا. كان القرار الصحيح هو البقاء، رغم أن العلم الأحمر قلب الأمور لصالحهم. هذا ليس نتيجة المهارة، بل مجرد حظ”.
تداعيات السباق وإجراءات التحقيق
تسبب السباق في عدة مخالفات وإجراءات تحقيقات؛ حيث تم تغريم نوريس بمبلغ 5,000 يورو بعد ارتكابه خطأ أثناء اللفة التشكيلية. كما يجري التحقيق مع راسل، تسونودا، أكون، وليام لوسون Liam Lawson بسبب مخالفة مماثلة.
شهد السباق أيضاً تحقيقات مع فريق مرسيدس بسبب تعديل ضغط إطارات سياراتهم أثناء فترة توقف العلم الأحمر، ما ترتب عليه تغريم الفريق بمبلغ 5,000 يورو لكل سيارة.