اتفقت الصين والاتحاد الأوروبي على التعاون لتجنب فرض رسوم عقابية مخطط لها على السيارات الكهربائية، وفقًا لما ذكرته وزارة التجارة الصينية.
أعلنت وزارة التجارة الصينية، عقب اجتماع عبر الفيديو بين وزير التجارة الصيني وانج وينتاو ومفوض الاتحاد الأوروبي للتجارة فالديس دومبروفسكيس، أنه سيتم عقد مشاورات بشأن تحقيق الاتحاد الأوروبي في الدعم الحكومي الصيني للمركبات الكهربائية. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية لتجنب تصاعد التوترات التجارية بين الطرفين.
في هذا السياق، كانت المفوضية الأوروبية قد نشرت مؤخرًا خططًا لفرض رسوم تصل إلى 38.1% على واردات المركبات الكهربائية الصينية. ومن المقرر أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ اعتبارًا من بداية يوليو، ولكن يمكن إلغاؤها بأثر رجعي إذا توصل الطرفان إلى اتفاق. هذه الرسوم تأتي في ظل ادعاءات الاتحاد الأوروبي بأن الدعم الحكومي الصيني يمنح الشركات الصينية ميزة غير عادلة في السوق.
حاليًا، يفرض الاتحاد الأوروبي رسومًا تصل إلى 10% على شركات تصنيع السيارات خارج التكتل، مما يزيد من التوترات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي.
خلال الأشهر القليلة الماضية، تصاعدت التوترات بشأن الصادرات الصينية، حيث تتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بكين بتقديم دعم حكومي ضخم لقطاعات مثل التكنولوجيا النظيفة. هذه الادعاءات تزيد من تعقيد العلاقات التجارية بين الصين والدول الغربية.
في لقاء مع روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني أولاف شولتس ووزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني، أعرب وانج وينتاو بوضوح عن موقف الصين.
ونقل أحد الوزراء المشاركين في الاجتماع عن وانج قوله إن بعض الدول استخدمت التعاون الاقتصادي والتجاري “كأسلحة”، في إشارة إلى الإجراءات المتخذة ضد الشركات الصينية. هذه التصريحات تعكس الانتقادات الصينية المتزايدة للإجراءات الحمائية التي تتخذها الدول الغربية.
رغم هذه التوترات، أوضح الوزير الصيني أن الصين مهتمة بالمفاوضات. وقال وانج: “إذا كانت المفوضية الأوروبية مستعدة، فإن الصين تأمل أن يبدأ الجانبان المفاوضات في أقرب وقت ممكن”.
لكنه أضاف أنه إذا أصر الجانب الأوروبي على المضي في طريقه الخاص، فإن الصين ستتخذ “جميع الإجراءات اللازمة”. هذا التصريح يعكس رغبة الصين في الحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة مع الاتحاد الأوروبي، بينما تستعد لاتخاذ تدابير مضادة إذا لزم الأمر.
إضافة إلى ذلك، التقى وزير الصناعة الصيني جين تشوانج لونج مع هابيك. وفي شنغهاي، صرح هابيك بأن المحادثات جرت في “أجواء منفتحة ومكثفة للغاية، مما أتاح تبادل الحجج بصراحة”. ووصف اللقاء بأنه “حوار حقيقي ومثير للجدل”، مما يشير إلى أن الطرفين ناقشا القضايا بشكل مباشر وبناء.
تأتي هذه الاجتماعات في وقت حرج بالنسبة للعلاقات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، حيث يواجه الجانبان تحديات كبيرة تتعلق بالتنافسية التجارية والدعم الحكومي للصناعات الحيوية. تسعى الصين والاتحاد الأوروبي من خلال هذه المفاوضات إلى تحقيق توازن في علاقاتهما التجارية وتجنب تصعيد النزاعات التي قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.
خلفية الأزمة
شهدت الفترة الأخيرة توترات تجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، بعد التحقيق الذي أجرته المفوضية الأوروبية بشأن الدعم الحكومي الصيني للمركبات الكهربائية.
هذا التحقيق يأتي في إطار تصاعد القلق الأوروبي بشأن الهيمنة الصينية في قطاع السيارات الكهربائية، والذي يُعَدّ قطاعًا استراتيجيًا لمستقبل الاقتصاد الأخضر.